Section outline

  • مقدمة: 

    مع تطور حياة الإنسان الأول وتكوين المجتمعات البشرية وجد الإنسان نفسه غير قادر على التفاهم مع الآخرين، فاهتدى إلى اللغة وعايش المجتمعات الأخرى، فاخترع الكتابة لحفظ إنتاجه الفكري وميراثه الثقافي والعلمي من الاندثار لتتوارثه الأجيال اللاحقة.

    1- تعريف الكتابة

    أ- لغة

    من الفعل كتب ويكتب بمعنى ينقش أو ينسخ أو يسجل.

    ب- اصطلاحا

     هي عملية تدوين وتسجيل الأفكار والمعلومات بهدف المحافظة عليها من الزوال والاندثار.

    وبظهور الكتابة فصلت التاريخ إلى فترتين: عصور ماقبل التاريخ حياة بدائية حجرية( كل شيئ يعتمد على الحجر).

    العصور التاريخية: سميت هكذا لأن الكتابة ساهمت في ظهور التدوين وحفظ الذاكرة على الجدران، الجلود...

    2- أدوات الكتابة

    كانت الكتابة قديما عبارة عن النقش بأداة حادة على جدران الكهوف أو الحجارة والطين، فكانت في البداية (الألواح الطينية) حيث ينقش على الطين وهو طري بسِنٍّ رفيع ثم يترك ليجف في الشمس، وكان الإنسان يستخدم أيضا أوراق (السّعف) أي ورق النخيل، وعظام الحيوانات( خاصة عظم الكتف لأنه عريض) و( ألواح الخشب) حيث تدهن ويكتب عليها و( المهارق) وهي الصحف البيضاء من القماش التي تسقى بالصمغ لتجف ويكتب عليها، ويوجد أيضا (الِّلخاف) وهي حجارة بيضاء رقيقة ومسطحة، و( أوراق البردي) وهي طريقة وجدت في مصر القديمة، وهي عبارة عن نبات ينمو على ضفاف نهر النيل، تُفرد تلك النباتات على سطح أملس ثم تُفرد طبقة أخرى بطريقة معاكسة، ويتم ضغطها والكتابة عليها.

    وقد تطورت إلى استعمال ( الجلود المدبوغة) وهي طريقة وُجدت في شبه الجزيرة العربية قبل الإسلام، وقد سميت تلك الجلود ( بالأديم أو الرَّقِّ) وقد صنعت من جلود الحيوانات من البقر والإبل والغنم... وتُدبغ هذه الجلود وتُرقق لتصبح ناعمة وملساء حتى يمكن الكتابة عليها بسهولة. وكان يستخدم في كتابة المصاحف ( الرَّقُّ) الذي يصنع من جلد الغزال.

    * الأقلام:

    تصنع من السعف أو القصب وكان أفضلها القصب لسهولة استعماله وبريه.

    أما عن بدايات الورق فكان الصينيون أول من أنتج الورق حيث استخدموا في صناعته سيقان الخيزران ( كل عود لين، جذوع مجوفة) والخرق البالية وشباك الصيد، فكانت هذه المواد تغسل جيدا ثم يتم طحنها حتى تتحول إلى عجينة، ثم يضاف إليها الماء لتتحول إلى مادة أشبه بالصابون، ثم تصفى وبعدها تنشر لتجف فوق ألواح مسطحة حتى تصبح جاهزة للكتابة، ثم انتقلت هذه الطريقة إلى العرب وقد تمكن الإيرانيون من صناعة ورق فاخر من الحرير والكتان.