الخطوط العريضة للقسم

  • 3- مراحل تطور الكتابة

    1- الكتابة التصويرية:

     ظهرت على شكل صور كانت تنقش على الحجارة وعلى جدران الكهوف فمثلا كانت الخطوط المتموجة ترمز للمياه، والأرجل المتجهة نحو الخارج ترمز للسفر، وتعتبر هذه الكتابة أول الأشكال الاتصالية المخطوطة على وجه المعمورة، ومن هذا النوع نذكر:

    * الكتابة المسمارية:

    هذا النوع من الكتابة يعتمد على النقش بوجه عام، وظلت هذه الكتابة سائدة في العراق حتى القرن الأول الميلادي، وكان يتم التدوين بهذه الطريقة عن طريق مسمار مدبب ثم تجفف هذه الألواح في الشمس، وكان أول ظهور لها في بلاد الرافدين، وأول مخطوطة تم العثور عليها بهذه الطريقة ترجع إلى عام 3000 ق.م، وتم التعرف على رموزها وفكها في القرن 19 م وبهذا توصل العلماء إلى التعرف على ماهو مكتوب فيها ومعرفة ما تحويه من أسرار وعلوم مختلفة وصلت إلينا من هذه الشعوب.

    2- الكتابة التصويرية الرمزية: نجد ضمن هذا النوع:

    * الكتابة الهيروغليفية: ظهرت بعد المسمارية حوالي3400 سنة قبل الميلاد وكان معناها ( النقش المقدس) وظهرت في الحضارة الفرعونية القديمة، وهي تعتمد على الرموز والصور، وكانت تستخدم لنقش أو زخرفة النصوص الدينية على جدران القصور والمعابد والمقابر وسطح التماثيل، وظهرت حتى القرن 4م، لكنها لم تكن كافية كذلك للتعبير.

    3- الكتابة المقطعية: هي عبارة عن رموز تكون مقطعا، ولا زالت إلى الآن في الكتابة الصينية واليابانية، وكانت تعتمد على مئات الرموز لتكوين مقطع صوتي واحد، لذا كان هناك حاجة لابتكار نوع آخر من الكتابة يكون سهلا.

    4- الكتابة الهجائية: التي يتم فيها تخصيص رمز واحد ليعبر عن مقطع صوتي واحد، فيكون عدد الرموز مساوٍ للأصوات، وهي ما تعتمده الكتابة العربية اليوم.


    الطباعة 

    إلى جانب الكتابة كانت الطباعة أحد أعظم منجزات الجنس البشري.

    تعريفها:1- 

     لغة

    طبع الشيء: نقشه ، رسمه، طبع الكتاب نقل صورته من الحروف المعدنية المجموعة إلى الورق بواسطة المطبعة.

    وهي حرفة نقل النسخ المتعددة من الكتابة أو الصور بالآلات.

    اصطلاحا: 

    هي طبع الكلمات والصور والتصميمات فوق الورق أو النسيج أو المعادن أو أي مواد أخرى ملائمة للطبع فوقها.

    2- اختراع الطباعة:

    يعتقد بعض الباحثين أن الصين عرفت المطبعة بشكلها الأول قبل اختراع ( غوتنبرغ) بمئات السنين، عندما صنع الصينيون حروفا متفرقة من الخشب والخزف، غير أن تلك الحروف كانت سريعة التلف مما جعل استخدامها يتم على نطاق محدود في المجال الديني على وجه الخصوص، ولم تحظ بالشهرة التي حظيت بها مطبعة غوتنبرغ، ولهذا فكر غوتنبرغ والذي كان يعمل صائغا في تطوير تلك الفكرة بابتكار المادة المصنوعة منها هذه الحروف وهي المعادن، وقد اعتمد في صناعة حروفه المعدنية على الطريقة نفسها التي تستخدم في صناعة الحلي الذهبية، معتمدا على معادن رخيصة السعر كالرصاص، ثم أضاف إليه القصدير ليجعله أكثر مقاومة للصدأ والتآكل.

    وبدأ غوتنبرغ محاولاته في مدينة (ستراسبورغ) حوالي سنة 1436 وواصلها في مدينة (ماينز) حوالي سنة 1445، وأخرج الكتاب المقدس باللاتينية ذا 42سطرا سنة 1455  كأول كتاب مطبوع، (القرن 15).

    وقد انتشرت الطابعة أول الأمر في مدن ألمانيا مهد جوتنبرغ ثم انتقلت إلى إيطاليا فسويسرا وفرنسا وهولندا وبلجيكا وإسبانيا وأخيرا انجلترا، أما الو.م.أ فلم تعرف الطابعة إلا في أوائل القرن 16. ووصل عدد المطابع في أوروبا عام 1500 حوالي250 قامت بطبع حوالي 40 ألف كتاب.

    * الطباعة في البلاد العربية:

    نشأت الطباعة العربية أول الأمر خارج حدود العالم العربي، حيث طُبع القرآن الكريم والإنجيل والتوراة في أوروبا، كما أخرجت المطابع الهولندية والإنجليزية والفرنسية مئات من كتب التراث العربي، وقد تأخر العالم العربي في معرفة الطباعة لسنوات طويلة، الأمر الذي انعكس بالسلب على مختلف جوانب الحياة في العالم العربي فساد التخلف والجهل، وكان ( لبنان) أول بلد عربي يعرف الطباعة، وإن كانت بحروف غير عربية عام (1610) بينما كانت سوريا أول بلد عربي يعرف الطباعة بحروف عربية عام 1702، أما مصر فلم تعرف الطباعة إلا في عهد الحملة الفرنسية التي حملت معها مطبعة ذات حروف فرنسية وعربية، ويعتبر الوالي ( محمد علي) صاحب الفضل والسبق في إرساء أول مطبعة مصرية هي مطبعة ( بولاق) عام  1821، ولم يكتف بإنشاء تلك المطبعة، ولكن وفر لها المادة الخام بإنشاء مصنع للورق، وأرسل البعثات إلى أوروبا لتعلم فن الطباعة، كما استقدم من فرنسا وإيطاليا لتعليم المصريين فن الطباعة.