Section outline

  • 6- اتجاهات الإخراج الصحفي

    إن المذهب الإخراجي المتبع في الصفحة الأولى لأي صحيفة يعبر بالضرورة عن شخصيتها وعن سياستها التحريرية وهي 3 اتجاهات:

    1- الاتجاه التقليدي العمودي

    كان هو الاتجاه السائد نظرا لبدائية التقنية التي كانت سائدة في بداية ظهور الصحافة المكتوبة، فقد كانت حروف المتن صغيرة وكذلك حروف العناوين، نظا لعجز الأجهزة عن جمع الحروف بأحجام كبيرة، ونشر الصور صعب جدا كونها تحفر باليد على قطع خشبية كما وتستغرق وقتا طويلا، لذلك غابت الصور والعناوين الكبيرة، واكتفت بنشر المواضيع على أعمدة ضيقة تتناسب مع حجم الحرف في العنوان، وكانت تختصر لحد كبير لكي تستوعب أكبر كم من الأخبار والإعلانات  مما يتعب القارئ، كذلك لجأت إلى استخدام الجداول والفواصل الرفيعة للفصل بين أعمدة الصفحة وموضوعاتها توفيرا للمساحة.

    كما تميزت بكثرة الخطوط المستخدمة واللجوء إلى الزخارف(نجوم، دوائر) للفصل بين الموضوعات مع غياب الألوان، وغالبا مايوجد 

    اسم الصحيفة في رأس الصفحة ويقوم على فكرة التوازن الشكلي بين عناصر الصفحة، ويتميز بالهدوء والرتابة والبعد عن الإثارة، وعادة ماكانت تتجه إلى الطبقة المثقفة واستمر ذلك حتى نهاية القرن19.

    2- الاتجاه الأفقي الحديث

    بدأت الصحف العربية منذ نهاية الأربعينيات من القرن العشرين تتجه شيئا فشيئا نحو الاتجاه الأفقي، بحيث أصبحت بعض القصص الإخبارية على الصفحة الأولى تأخذ امتدادا أفقيا عوض الامتداد الرأسي، مع تناقص عدد الأخبار في مقابل تسلسل الصور الكبيرة نسبيا، وإن كانت بأعداد قليلة، إضافة إلى استبدال الجداول والفواصل بالمساحات البيضاء للفصل بين الموضوعات وظهور الألوان واختفاؤها أحيانا.

    وينظر إليها القراء على أنها أكثر امتاعا وحيوية ومسؤولية.

    يقوم هذا الاتجاه على ترتيب القصص وعناصرها التيبوغرافية والجرافيكية على الصحيفة بشكل أفقي وذلك بسبب الاعتقاد السائد بأن الإخراج الأفقي للأخبار يجعلها تبدو قصيرة وسهلة.

    3- الاتجاه المحدث المختلط

    شهدت الصحف عودة الاتجاه العمودي إلى صفحاتها، من خلال المزاوجة بين الإتجاهين العمودي والأفقي، بغية إيجاد تصميم مشوق للصفحات.

    ومع أن هذا الاتجاه يعد امتدادا لسابقيه إلا أنه يمثل ثورة في الإخراج من حيث المبالغة في استخدام الألوان والمغالاة في كبر مساحة الصور المنشورة.

    كما يرتكز على التحرر من الأعمدة الطويلة واستخدام المساحات البيضاء والاهتمام بالعناوين وتوظيفها بشكل مبسط وجذاب، ومحاولة تغيير مكان اسم الصحيفة حسب ذوق المحرر الفني وطبيعة الأخبار التي تريد إبرازها.