Options d’inscription

تعالج المادة التعليمية : ابستمولوجيا العلوم الاجتماعية سياقات ومضامين فلسفية و علمية ذات بعد منهجي تهدف لتمكين    الطالب في المستوى الأول من تدرجه ضمن الجذع المشترك في مجالات العلوم الاجتماعية الإطلاع  على  خلفية  الحاجة الفكرية و اضافاتها على  سيرورة  البحث العلمي و المعرفي ذوات الارتباط بالحياة الاجتماعية للمجتمعات  و انعكاساتها على  وتيرة تلبية حاجاته المختلفة بطرق عقلانية ترشد الموارد  التفكيرية  و تطبيقها بطرق اكثر نجاعة و نفعية  

مدخل عام

 لم ينفصل طيلة مراحل التفكير الانساني مبدأ تكريس المنهج  العلمي عن الأطر المعرفية بمختلف مصادرها واتجاهاتها وحقبها التاريخية، ذلك أن المعرفة أي كانت طبيعية أو اجتماعية إنما تنتج من أصل واحد وهو الفلسفة ،كما أن تلك كل تلك المعارف لم تنتج الا في كنف نظرة منظمة لطرق انتاجها وامكانيات  افرازها بصفة منتظمة لتفسير العالم والواقع المحيط به.

من هذه المنطلق يظهر المدخل المنهجي كأداة التبصر العلمي الناضج ببنائية الواقع  و ديناميته و عليه يمكن له أن يكون باعثا للمعاف التي  يمكن أن تحقق الاتفاق وان كان الأمر مختلفا فيه فلا يوجد من سبيل لتفنيدها الا من خلال مدخل منهجي مخالف له عن المرجعية الفكرية الاجتماعية القدرة على تفسير الواقع بطريقة مختلفة.

فالغرض  العام من تناول موضوع المنهجية و معالجة تطبيقاتها الابستيمولوجية يهدف في اساسه تقديم نظرة شاملة ومتكاملة للاطر الخاصة بمنهجية االعلوم الإجتماعية  من خلال مدخل يُركز على تاريخ العلم عامة وتاريخ العلوم الإجتماعية  على وجه الخصوص=

يُعد تاريخ العلم مسرحا ممتد عبر العصور يُبرز نضال العقل في سبيل اكتساب النظرة الكاملة حول عالم المادة والمجتمع. فمسيرته ليست مسيرة بناء متصاعد لمشروع المعرفة وإنما هو تاريخ المراجعات المعرفية لمقولات العلم وفق أطروحات منهجية متضاربة ومتنوعة تعيد تعاريف العالم من منطلقات ومحددات متوغلة في أصول عالم الأفكار الممتد من الفلسفة اليونانية وصولا لفلسفة عصرنا الحاضر.

المدخل الأول :الواقع والحقيقة:

شرج الدلالة الفلسفية للواقع

يكتسب الواقع دلالة تجريبية، لأنه مرتبط بالإدراك الحسي والمباشر للأشياء دون اللجوء لأية وسائط. لكن بالعودة للمفهوم الجوهري للواقع فهو يشير لدلالتين لهما أصول في تاريخ الفكر الفلسفي.

الدلالة الموضوعية(خارجة عن الذات).

الدلالة العقلية الحسية.

بناء على ما سبق فإن إشكالية الواقع والحقيقة تنقسم إلى قسمين:

أولا: الحقيقة كواقع في ذاتها:

تنقسم لثلاث اتجاهات:

الاتجاه الأول:

 ينطلق من مسلمة أساسية وهي أن الحقيقة تتميز بالثبات والاستقرار، فقد أسس أفلاطون هذه المسلمة من خلال تمييزه بين عالم المحسوس وعالم المُثل، الأول مادي، محسوس، زائف وناقص أما الثاني فهو معقول ثابت وكامل يحوي النماذج المطلقة لكل الموجودات.

الاتجاه الثاني:

عدل أرسطو مسلمة أفلاطون بعد أن أدخل عليها مفهومه للحقيقة بأنها جوهر المحسوس بمعنى أن الوصول إليها يتم عن طريق بوابة المحسوس.  

الاتجاه الثالث:

يدعو للشك في المحسوس كسبيل أساسي بلوغ الحقيقة، وهي عملية لا يؤديها إلا العقل بالتالي تتلخص الحقيقة في البداهة والوضوح ويمثل ديكارت هذا الاتجاه.

عموما تتجسد الحقيقة فلسفيا في نمطين من الواقع أحدهما أنطولوجي معقول من منطلق مفارقة المحسوس(أفلاطون) ومحايثة للمحسوس (أرسطو).

ثانيا: الحقيقة مطابقة بين الفكر والواقع:

الاتجاه الأول:

تمثلها أطروحة "كانط" وهي أطروحة نقدية لما سبقه، على أساس أن الحقيقة هي بناء عقلي يبنى بتضافر العقل والحواس حيث تمد هذه الأخيرة العقل بمادة المعرفة ،الذي يقوم بدوره بتوظيف جهازه الإدراكي القبلي لإعطاء مادة إبستمية من منطلق مفهوم مركزي للحقيقة تفيد بأنها تفاعل دياليكتيكي بين التجربة والمفاهيم النظرية وهي دائمة النسبية.

الاتجاه الثاني:

يمثل محتواه "هايدجر" الذي يعتقد أن الحقيقة هي انفتاح على الواقع بصفة حرة على أساس الصورة التي تنكشف للذات العاقلة وهي تعبير حر للذات في تعاطيها مع الواقع.

الاتجاه الثالث:

وهي أطروحة جديدة من بين أبرز ممثليها "باشلار" الذي يعتقد بأنه لا توجد حقيقة إلا بتواجد مجالات الخطأ ومعوقات ابستيمولوجية، وأن تاريخ العلم هو تاريخ أخطاء العلم، وعلى هذا الأساس فالحقيقة العلمية تنجز بتجاوز الأخطاء.

الاتجاه الرابع:

يمثله "نيتشه" الذي يرى بوجوب التفرقة بين الخطأ والوهم، حيث أن هذا الأخير أخطر من الخطأ إذ يصعب اكتشافه لدخوله في الرغبات الوجدانية والنفعية. كما أن تاريخ المجتمعات في مجمله هو تاريخ استخدام العقل لإنتاج الوهم عبر قناة اللغة لأن الحقيقة قاتلة.

عموما فالوهم لصيق بالحياة البشرية وينتج في صورة الأيديولوجيا. وعليه كانت الأيديولوجيا نقطة التحليل والانشغال الكبر لجلهد الإبستيمولوجي.

المدخل الثاني: مفهوم النمذجة :

بناء فكري ذو طابع صوري  لدراسة الأنساق الكبرى المعقدة بحيث يمكن الباحث من الإحاطة بكافة متغيرات الظاهرة أو السلوك أو العوامل عبر إعادة تشكيل الواقع بطريقة افتراضية، ومنهجية إجرائية. وهو وسيط تفوض له وظيفة المعرفة ولذلك يشترط فيه الأخذ بعين الاعتبار إمكان أن يكون بنية مفهوميه من القيم والعلاقات والخصائص يحيل دوما إلى مرجع أو شيء حيث تعرف سوزان "باشلار'':" بأنه وسيط نفوض له وظيفة المعرفة"

أولا التحديد المنهجي للنمذجة:

تقتضي عملية النمذجة الانطلاق منة مسلمات لا تخضع لمبدأ الصحة والخطأ بل إلى القدرة على بناء تمثل ناجع للفعل المستقبلي ويقول ''ليمانويه'' بهذا الصدد:" النمذجة طريقة ممتازة لا تقتصر على إبراز منجزات الطبيعة لكنها تنتج عددا لا محدودا من الأعمال تتجاوز الطبيعة.

يشهد مفهوم النموذج دلالات منهجية واسعة تشمل كل أنواع المعرفة وهي تشكل النقطة الحاسمة في الفلسفة المعاصرة وخاصة ما تعلق بالقسم الابستيمولوجي النقدي. ومن أهم خصائص النمذجة هو تبسيط المعقد والتكيف والتجدد والإبداعية، وهي تتيح التحكم النظري والمنهجي في الظواهر المعقدة.


ثانيا: النمذجة والعلم:

أتاحت النمذجة للكثير من العلوم قالبا منهجيا يؤطره توجها ابستيمولوجي يقضي برفع المعرفة عن القوالب الوضعية المتسمة بالتفسيرات الميكانيكية وإدخالها في منظومة فكرية مخترعة قد لا تكون مطابقة للواقع ولكنها تفيد في الفهم العملياتي للظواهر العلمية بطريقة اصطناعية تقاس قيمتها بالمنفعة التي تحققها للإنسان أي  بالنتائج العملية.

ليس النموذج محاكاة للواقع وليس نسخة للأصل ولا الأصل ذاته إنما هو تقنية إعادة ترتيب الواقع على شكل هندسي يساعد على استقرار علم المعيار أي سهولة التحول من باراديغم إلى آخر دون حدوث أزمة علمية من خلال إعادة ترتيب القضايا الكبرى على نحو مثمر تحليليا.

في هذا الصدد تجدر الإشارة إلى ضرورة التفرقة بين النمذجة وفعل التنظير الذي يرتكز على الخطاب العلمي الموضوعي، كما يقول "باسكال": «العلماء يميزون بوضوح بين فعل النمذجة الذي ينتمي للتخيل وبين فعل التنظير الذي يصاحبه إيمان جدي بحقيقة القضايا التي تكون الخطاب النظري."

إذن فالنموذج هو عملية فك شفرة العلم بطريقة تعطي فهما متجاوز للواقع حيث يعتقد بول ريكور:" بأن النموذج هو وسيلة استكشافية يسعى إلى اختراق التأويل غير المطابق بواسطة التخيل وخط الطريق نحو تأويل جديد أكثر مطابقة" من هذا المنطلق تتجاوز العقلانية  المعاصرة النمذجة التحليلية  التي تتوخى أسلوبا ميكانيكيا وتؤمن بالقوانين الثابتة لتشرع للنمذجة  منظومية نسقية  لا تنظر إلى صلاحية القضايا من مبادئ وضعية  بل تعتمد على البنائية كبديل علمي محترم وكأفق لتجاوز صعوبات العلوم الوضعية في تفسير المعقد العلمي المعاصر.

المحاضرة الثانية

ثالثا: مفهوم الأبستمولوجيا:

نظرية المعرفة أو الإبستومولوجيا Epistémologie كلمة مؤلفة من جمع كلمتين يونانيتين : episteme بمعنى علم و logos بمعنى : حديث ، علم ، نقد ، دراسة فهي اذا دراسة العلوم النقدية . تعتبر نظرية المعرفة أحد فروع الفلسفة الذي يدرس طبيعة و منظور المعرفة ، المصطلح بحد ذاته (ابستيمولوجيا) يعتقد أن من صاغه هو الفيلسوف الاسكتلندي جيمس فريدريك "فيرير".

يعرفها لا لاند في معجمه الفلسفي بأنها فلسفة العلوم، وهي تختلف بهذا عن علم مناهج العلوم ( ميثولوجيا ) لأن الأبستمولوجيا تدرس بشكل نقدي مبادئ كافة أنواع العلوم وفروضها ونتائجها لتحديد أصلها المنطقي وبيان قيمتها .

معظم الجدل و النقاش في هذا الفرع الفلسفي يدور حول تحليل طبيعة المعرفة وارتباطها بالتركيزات والمصطلحات مثل الحقيقة، الاعتقاد، والتعليل (التبرير). تدرس الإبستومولوجيا أيضا وسائل إنتاج المعرفة ، كما تهتم بالشكوك حول ادعاءات المعرفة المختلفة . بكلمات أخرى تحاول الإبستومولوجيا أن تجيب عن الأسئلة : "ماهي المعرفة؟" "كيف يتم الحصول على المعرفة؟". ومع أن طرق الإجابة عن هذه الأسئلة يتم باستخدام نظريات مترابطة فإنه يمكن عمليا فحص كل من هذه النظريات على حدة.

مدارس الأبستمولوجيا مختلفة, فالتجريبيون يردون المعرفة إلى الحواس, والعقليون يؤكدون أن بعض المبادئ مصدرها العقل لا الخبرة الحسية, وعن طبيعة المعرفة, يقول الواقعيون ان موضوعها مستقل عن الذات العارفة, ويؤكد المثاليون أن ذلك الموضوع عقلي في طبيعته لأن الذات لا تدرك إلا الأفكار.

تختلف المذاهب في مدى المعرفة: فمنها ما يقول أن العقل يدرك المعرفة اليقينية, ومنها ما يجعل المعرفة كلها احتمالية, ومنها ما يجعل معرفة العالم مستحيلة.

أبرز تلك المتطلبات تكمن في يسمى عوائق العلم، وهي باختصار الاحتكاك والتماس المستمر بين المعرفة العلمية مع المعرفة العامة، وعادة ما تفعل الأيديولوجيا فعلها التشويهي للمعرفة ضمن المسافة التي تفصل بين نمطي المعرفتين.

رابعا: الموضعة الابستيمولوجية:

   نهدف من وراء التعرض لموضوع المنهجية والتطبيقات الابستيمولوجية إلى تقديم نظرة شاملة ومتكاملة للمنهجية الخاصة بالعلوم الإجتماعية من خلال مدخل يتأسس شموليا حول تاريخ العلم عامة وتاريخ العلوم الإجتماعية على وجه الخصوص  حيث يحتاج الباحث في العلوم الإجتماعية عامة إلى أن يدرك أهمية التموضع ابستيمولوجيا عند بناء مشروع بحثه العلمي ذلك ما يحقق له الروح العلمية الكفيلة بتوليد الشروط المنهجية الصلبة وهي التفتح الذهني والالتزام المنهجي.

فقبل الشروع في انجاز مشروع بحث علمي على الطالب أولا: الوعي بجملة من الشروط والأوليات الابستيمولوجية لأنه يخطئ من يقوم بالعلم دون وعي. ذلك أنه بالعودة لمفهوم الأبستمولوجيا  على حد تعبير1947 Lalande:" هي الدراسة النقدية للفرضيات ولنتائج مختلف العلوم وهي موجهة لفحص أصولها المنطقية وقيمتها ومتطلباتها الموضوعية." وفي نفس السياق اعتبر1990 M. Grawitz أنها الدراسة النقدية القبلية المتمحورة على صلاحية العلوم القائمة على اعتبارات الحقائق الملاحظة والموصوفة والمحللة." (ص24) يتبين أن على الباحث القيام باختياراته الابستيمولوجية قبل أي عملية بحث إذ توجه هذه الخيارات استعداداته العقلية للبحث وخطواته المنهجية المتلاحقة. وهذه الموضعة مهمة للغاية لأنها من تحدد الخيارات التقنية للبحث وتعطيها مشروعيتها المنطقية ضمن سياق له مؤسسيه ومدافعيه.

يقصد بالموضعة في المنهجية إكساب البحث خصائص الموضوع الابستيمولوجية بمعنى إذا أراد الباحث أن يكون بحثه متسم بالإبداع والاكتشاف فهنا يصبح موضوعه يدور حول نظرية مبتكرة انطلاق من المعطيات الأمبريقية (الحسية). والموضعة هنا تفتح المجال لبناء الموضوع وفق ملاحظات تقودها تصورات حدسية ورغبات ذاتية للباحث في اتخاذ الخطوات المنهجية المناسبة وغير النمطية.

 أما في الحالة العكسية والتي يتحتم فيها على الباحث رفض كافة المعارف الخارجة عن نظرية جاهزة سلفا (قائمة على المراجع) فإنه يعزى بناء الموضوع للملاحظة المنهجية وفق برنامج ومؤشرات  جاهزة نظريا إذ من شأن الملاحظة الحدسية هنا تغليط الباحث وبالمقابل عليه  الذهاب والإياب دون توقف بين النظرية والمعطيات الأمبريقية.

 عموما تتراوح الموضعة بين تياران في التفكير الابستيمولوجي وهما الوضعية والأمبريقية و أي خلط في الإجراءات قد يضع الباحث أمام تناقضات وهنا يتحتم عليه دوما مراجعة الموضعة ابستيمولوجيا، على أساس أنها ليست مجرد خطوة منتهية منذ خيار البحث بل هي ملازمة لكافة الخطوات اللاحقة وصولا للنتائج النهائية.

تدور الموضعة على ثلاث محاور أساسية:

ما طبيعة المعرفة التي نبحث عنها؟.

 لماذا نبحث؟

كيف نبحث؟

عند البحث عن هذه الأسئلة بطريقة مفكرة وناضجة سنجد الخيار الابستيمولوجي هو المرجع الأساسي لتنميط الإجابات الحاسمة عن هذه الأسئلة، ويظهر ذلك منذ البداية المفهمية للبحث ومرجعيتها مرورا باختيار المقاربات والمناهج والتقنيات البحثية في مراحلها المختلفة. وهي الأركان الأساسية لعرض الباحث موقعه البحثي وتبريره وشرحه.

1.ماذا وكيف اختار الموضوع وإجراءاته:

تعتبر هذه الأسئلة مرجعية وحاسمة منذ البداية في البحث، فالوعي بطبيعة الموضوع يساهم في تسطير الطريقة المنهجية للبحث في إطاره النظري أو المنهجي، وهنا نظهر قيمة التموضع فوعي الموضوع يعني بعبارة أدق الموضعة الابستيمولوجية أي اتخاذ موقف معرفي لرؤية الموضوع

الجدول (1) أهم التيارات البارديغميات الابستيمولوجية

التيار

الوصف

الأبعاد البيداغوجية

الفلاسفة والعلماء

التيار العقلانية القرن 17

كل المعارف الحقة مصدرها العقل

تؤكد على أهمية المعرفة العقلية في توجيه وتحديد التجربة

أفلاطون(428-347ق.م) ديكارت(1596-1650) كانت(1724-1804)

التيار التجريبي القرن 18

كل المعارف الحقة مصدرها التجربة

تؤكد على أهمية التجربة في توجيه وتحديد المعرفة العقلية

جون لوك(1632-1704) نيوتن(1642-1726)

الباراديغم الوضعية القرن19

يتطور العلم بناء على قياس الظواهر واستخراج نماذج علمية بعملية الاستقراء وتعتقد أن كل ما لا يقاس فهو غير موجود

العقل والتجربة مكملة للصرامة الإجرائية المنهجية وأن احترام خطوات المنهج العلمي هو منتج العلم.

كونت(1718-1857) ستيوارت ميل(1806-1873)بوهر(1885-1962) كارناب(1891-1970)

الباراديغم التكوينية القرن20

المعرفة العلمية (الملاحظة والنماذج)عبارة عن تركيبات ذاتية لا تعرفنا بالحقيقة

التأكيد على الخصائص العفوية والإدراكية لنمو المعرفة باحتكاكها الجدلي مع المحيط بشتى مركباته

هيراقليطس(550قم-480قم) بياجي (18966-1980)

الباراديغم الواقعية القرن 20

الحقيقة موجودة مستقلة عن الملاحظ

تؤكد على ضرورة التفرقة بين الحقيقة المتضمنة في الشيء والنموذج الذي يبنيه العلم ليبرز نفعية المعرفة

ارسطو(384قم-322قم) أنشتين(1879-155) كارل بوبر(1902-1994)

 


خامسا: شرح أهم البارديغميات  وتطبيقاتها المنهجية:

الباراديغم الوضعي (النمذجة التحليلية):

يُقر المنظور الوضعي بأن الحقيقة معطاة سلفا و أن دور الباحث التعبير عنها بالقياسات الرقمية، على أساس أن مؤشرات الحقيقة منفصلة عنه وبالتالي تصدق عليها الملاحظة الموضوعية والمقاربة الوضعية من هذا الباب تحاول اختبار النظرية من خلال فروضها. وهي تمثل النظرة الطبيعية للواقع الاجتماعي وهي تستلهم روحها أمبريقيا من محصلات التجربة العلمية.

تثق الوضعية في المبدأ العقلاني الذي تأسست به المعرفة العلمية وهي تؤكد على المبدأ ألاستنتاجي.

من مآخذه: أنه اختزالي للمعرفة وحصرها في القياس الرقمي، أي اختزال النشاط العلمي في الكم الرياضي، كما أنه لا يستطيع التحكم في مبدأ الحتمية لتدخل الباحث في الأدوات الخاصة بالقياس
2. الباراديغم التكويني:

يتأسس على العلاقة التفاعلية بين الباحث والمعرفة غير المحددة مسبقا حيث أن موضوع المعرفة يكون قابلا دوما للتجدد والتحديد وفق ما يدور حول الباحث من عناصر إدراكية متنوعة ومتجددة حسب الموضوع وحسب الظرف والإطار الأعم.

من مسلمات التكوينية الأساسية أن المعرفة غير معطاة سلفا وأن السبيل الوحيد للحصول عليها هو التجربة والتصور الفرضي للعالم. هذا وترفض التكوينية وجود معرفة موضوعية لأنها تعتقد بعدم الإمكانية للوصول إليها وإنما الحقيقة هي فقط تصورنا المنظم والمنهجي للعالم ولذلك نجدها تركز على المبدأ التأويلي للمعرفة ولا تنكر تدخل القيم في بناء المعرفة على اعتبار ان المعرفة محددة إنسانيا وليس موضوعيا وبالتالي يمكن للباحث التعرف على النتائج وفق مبدأ الملائمة بين الموضوع والتقنيات المنهجية لغاية مشروعة معرفيا محددة منهجيا بالبحث العلمي المجرى في وقته.

3.الباراديغم النسقي:

يرى أن المعرفة أو الحقيقة مشكلة من عناصر بنائية وهي حسب "موران" هي وحدة مركبة من العناصر لا توصف بأجزائها الداخلة في تركيبها كما لا تعرف داخليا فقط بل بعلاقاتها بالمحيط الخارجي وهذا هو مفهوم النسق المستنبط من النظرية العامة للنظام. وعليه تتحدد المعرفة نسقيا بعلاقاتها الداخلية وكونها نسقا مفتوحا على التفاعلات الخارجية. ذات تفاعلات .

استعمال النموذج النسقي :

من إحدى الخصائص الكبرى للنموذج النسقي هو فكرة النسق المفتوح وهي فكرة مستوحاة من البيولوجية (تبادل المادة الحيوية مع المحيط بغرض الاستمرار) . تتحدد بالمدخلات (مواد أولية، معلومات) ومخرجات (الخدمات ، نتائج  الدراسات..) والحدود (اللغة في المنطق الاجتماعي) أي لا نستعمل نفس الكلمات داخل النسق إلا إذا كنا نتفاعل مع نسق آخر أين يوجد انقطاع بين المدخلات والمخرجات (الانقطاع في الاتصال).

يستفيد النسق من المحيط للحفاظ على كيانه المتوازن وللحيلولة دون الاضطرابات ولضمان التطور والتكيف مع المتغيرات. ولا يعني التوازن غياب التغير في المركبات بل المهم استقرار الهوية التنظيمية من خلال حفاظ الأفراد على تمايزهم وهوياتهم الشخصية ما يتطلب تنسيق نشاطاتهم للوصول إلى الأهداف نفسها.

البعد التركيبي للنمذجة النسقية يوضح لنا إذن الشروط الابستيمولوجية لبناء النموذج والتي يمكن إرجاعها إلى 06 شروط:
- التماسك
- التمام
- الثبات
- الاشباع
- القطعية
- الاستقلالية

سادسا: الباراديغم والنظرية الاجتماعية

الباراديغم هو جملة من القواعد المشتركة المعلنة أو غير المعلنة التي تتم على نحو ما بين مجتمع العلماء ضمن ما يطلق عليه متحد علمي أو مجموعة الأتباع الثابتين، لخوض تجربة جديدة في مجال الفهم والتحليل للظواهر المستجدة التي تقع تحت طائلة العلم العادي.

يؤسس الباراديغم على أساس مسلمة جوهرية وهي أن ان لا فكر صحيح بشكل دائم وأن فكرة الصواب تبنى بالسياقات العامة للمعرفة لأن الباب يضل مفتوحا لاستيعاب مشكلات جديدة للعلم مع متطلباتها المعرفية والمنهجية التي لا تكون سابقة في الزمن عنها.

يشمل الباراديغم القوانين والنظريات والتطبيقات المنهجية والادوات البحثية ضمن نماذج للبحث العلمي متناسقة منطقيا.

تطلق صفة باراديغم على كل تشكل بهذا الوصف فنجد الباراديغم الابستيمولوجي يساير باراديغم نظري ويساير باراديغم منهجي. ومن أهم خصائص الباراديغم ما يلي:

الأفضل والأكثر تماسكا من بين عدة نماذج نظرية.

يتضمن تعريفا دقيقا لحقل البحث.

القدرة على تأطير أكثر من بحث في أكثر من حقل معرفي.

اكتساب وجهين متلازمين نظري وامبريقيا ( التعرف على الظاهرة التي تدخل في النطاق الابستيمولوجي وتطابق الظاهرة مع النظرية، صياغة النظرية).

لما يتم الانتقال الى باراديغم جديد نقول أن ذلك يدل على وقوع أزمة تتطلب القيام بثورة علمية وهو مضمون بنية الثورات العلمية لتوماس كوهن سنة 1970.

نقول في تاريخ العلم أن معرفة جديدة تأتي لتغطي الجهل وليس في محل معرفة سابقة.

نجاعة الباراديغم تعكسها المتحد العلمي وليس الطبيعة أو الكون.

 

الباراديغم النظري في العلوم الاجتماعية:

تُعد العلوم الاجتماعية مجالا خصب ومتنوع من حيث اتحادات المعرفة المرتبطة به كما أنها مرتبط بالعديد من المعارف فهي أولا، فعل اجتماعي تفاعلي يتشكل من تبادل آراء أو الاشارات  أو سلوكات عن طريق شبكات تواصل أو وسائل اتصال.{{{{

المحاضرة الرابعة    

الباراديغم المنهجي

جدول 3. طرق البحث الاجتماعي المختلفة المنتمية للمدخلين الكمي والنوعي

المنهج

المنهج الكمي

Quantitative approach

المنهج النوعي

Qualitative approach

الطريـــــــــــــــقة

المقابلة الشخصية المقننة Structure interview

الاستنباط التحليلي Analytic induction

المسوح الإحصائية والاستبيانات Structured surveys and questionnaires

الطريقة الاثنوجرافية Ethnography

الملاحظة المقننة Structured observation

الجماعات البؤرية Focus groups

تحليل المحتوى Content analysis

التحليل المورفولوجيا Morphological analysis

تحليل البيانات الثانوية Secondary analysis

الملاحظة بالمشاركةparticipant observation

الطريقة التجريبية Experimental method

المقابلة الشخصية نصف المقننة وغير المقننة Semi-structured and unstructured interview

التحليل اللفظي Textual analysis

طريقة أو أسلوب ديلفي Delphi technique

تقارير المبحوثين Participants reports

دراسة المجتمع المحلى Community study

دراسة الحالة Case study

الطريقة التاريخية Historical method

المقارنة النوعية Type analogy

 


حصة تطبيقية 1:

 بناء موضوع البحث:

أولا: مسار البناء:

 مرحلة القراءة المتخصصة هي مرحلة جد حساسة وحاسمة لمجموعة من الأسباب:

بارتباطها بالمرجعيات العلمية الواضحة أو المستترة في المراجع والمصادر.

تتلخص في القدرة على وضع الملاحظات  العلمية الجوهرية من خلال الاطلاع على المصادر المعروفة ذات الارتباط بموضوع البحث، في هذه المرحلة يقرأ الباحث بطريقتين: طريقة الارتباط بالرواد لما لهم من بصمات منهجية من باب أنهم أبدعوا في نسج علاقات مفهوميه من منطلق بناء اجتماعي وثقافي وحضاري ينتمون إليه. وتتم القراءة بطريقتبن:

الطريقة الأولى. ترتكز فيها القراءة على تسطير المفاهيم بعناية وفهم لترابطاتها لما للعملية من أثر ايجابي لفهم الموضوع وتحديد نقاط التدخل البحثي الخاص. هذه القراءة هي القاعدة التي تسمح بتصميم المقاربة المفهمية للموضوع. تتلخص في القدرة على وضع الملاحظات  العلمية الجوهرية من خلال الاطلاع على المصادر المعروفة ذات الارتباط بموضوع البحث، في هذه المرحلة يقرأ الباحث بطريقتين: طريقة الارتباط بالرواد لما لهم من بصمات منهجية من باب أنهم أبدعوا في نسج علاقات مفهميه من منطلق بناء اجتماعي وثقافي وحضاري ينتمون إليه. كما أنهم يعكسون في مفاهيمهم التداخل بين المنهج والمفاهيم والواقع الاجتماعي. ترتكز القراءة إذن على تسطير المفاهيم بعناية وفهم لترابطاتها لما للعملية من أثر ايجابي لفهم الموضوع وتحديد نقاط التدخل البحثي الخاص. هذه القراءة هي القاعدة التي تسمح بتصميم المقاربة المفهمية للموضوع.

الطريقة الثانية :

تتلخص في تكريس الثقافة الخاصة بالباحث:

وعندما نقول ثقافة فهي محصلة التعايش مع الموضوع بمعطيات الميدان وتجلياته وتصبح هذه الثقافة مصدر تحريك الخيال المعرفي أثناء القراءة " يغدو التحديد، عندنا، هو النّبش على الأسس والأصول المنهجيّة الّتي لا يمكن أن تكون إلاّ في تداخل وتشابك مع الجذور العميقة للبناء الاجتماعي، وهذا النبش لا يكون علميّا ومنهجيّا، إلاّ إذا ارتبط بالظّواهر الّتي هي باتّصال مباشر بفواعلها الّذين يشكّلون علاقات فيم بينهم، فيلتقي "النبش" عن الأصول المنهجيّة بالدّيناميكيّة العلميّة للبناء الاجتماعي"

لا تكون الدراسة علمية إلا ارتبطت بمنهج ولا تكون منهجية إلا إذا نضجت الأفكار حول المواضيع المختارة للدراسة. إن أقصر طريق للاطمئنان  على أن موضوع دراستنا له شرعية علمية هي كشف عناصره في المصادر والمراجع" وقد يحدث أن تنفلت بعض الظّواهر من سيطرة المنهج فذاك يعني أنّ المعارف بتلك الظّواهر لم تصل إلى درجة الاكتمال والوضوح، فالمنهج إذا يتشكّل كلّما اكتملت المعارف حول تلك الظّواهر، وقد يعني هذا، أنّ المنهج يُبنى ويتطوّر داخل الممارسة المعرفيّة والعمليّة، بوصفها فعلا صراعيّا لا ينفكّ أبدا عن العقل."

تفيد هذه العملية في تشكيل النموذج النظري للبحث من زاويتين على أساس طبيعة البحث:

الزاوية الأولى: الإطار النظري للبحث ليس مجرد كتابات نظرية تسبح في فضاء من التجريد العام غير الممسوك بقواعد واقعية امبريقية، ولعل من المشكلات الأساسية في بناء البحوث هي عدم إعطاء البناء النظري قيمته الأساسية ولكن لا تتأتى إدراك القيمة إلا إذا فصلنا أنواع الأطر النظرية بالنظر إلى مسار بناء الإشكالية أو فحص المشكلات.

الزاوية الثانية: الإطار النظري يبنى جنبا إلى جنب مع مسار بناء مخطط المتغيرات والأبعاد المكونة لمشكلة الدراسة كما أن الإطار المفهمي هو التشكيل النظري المتأتي من الفحص النقدي للقضايا المثارة امبريقيا والتي تحتاج لكي ترتقي من خلاله المفاهيم من الحس الكمي إلى الحس الكيفي القائم على نماذج الفهم التي يتيحها الفاعلين كمصادر يفهم منها الكل المتشكل من وعيهم بالأفعال. وتلتقي بناءهما (الإطار النظري والإطار المفهمي) حين القراءة المنهجية وفق أسلوب الدراسة هل استقرائية أو استنتاجيه


حصة تطبيقية 2:

ثانيا: المشكلات الخاصة والمشكلات العامة:

أولا :حالة الدراسة الاستنباطية* المشكلات الخاصة:

    الإطار الأكثر إلحاحا منهجيا في مجال الدراسات الأكاديمية أو البحوث الأساسية ذات الطابع الاستكشافي ويسمى بمخطط المعالم وهو يصلح في حالة البحوث التي تيني وفق منطق الاستنباط. يحتاج هذا الإطار أكثر إلى ثقافة ونضج الباحث بالمعطيات الميدانية لدراسته ومستوى وعمق قراءاته واندماجه في الموضوع . ترتبط الدراسة هنا بإشكالية علمية وعليه يتميز الإطار المرجعي للدراسة بأنه إجرائي والدقة والموضوعية (القاعدة البيانية والإحصائية الرسمية).التي تستغل لبناء أطروحات وإشكالات جديدة غير جاهزة يلعب فيها الحدس والتأويل دورا حاسما في وضع تعميمات من منطلق الفحص النقدي للبحوث الامبريقية وإعادة تركيب عناصر الواقع تجريبيا للوصول إلى قوانين جديدة للمعرفة .

يتشكل إذن من معلومات وعناصر تساهم في التشكيل التقني للموضوع.

يتم التركيز على الإرث المفهمي بالعودة لعصارة البحوث الامبريقية في ما اتفق فيه من المعلومات من خلال جهد الباحث في التأليف بين عدة تجارب ودراسات امبريقية وعرضها على النقد لأنها  (أي المفاهيم ) تكون عادة ذات طابع إجرائي يفتقد عنصر الربط فيما بينها.

تظهر المقاربة الاتصالية تناسقا عاما مع هذا النمط من الأطر من خلال:

1.بناء المعاني.

2.بناء النقاط المرجعية المتفق عليها.

3.بناء نسق العلاقات.

4.استنطاق هوية الباحثين.

5.تداول المعلومات.

6.التأثير والإدراك.

كما تلتقي المقاربة التكوينية مع هذا النوع التقاء كبيرا يلخصAlex Mucchelli  من الدراسات في النقاط البحثية التالية:

الدوائر السببية، توضيح الأطر الاجتماعية والثقافية المحددة لقواعد ولعبة التفاعل ونسق التوازن، إبراز منطق الفعل والوضعيات المتناقضة التأويلات.

  بعبارة مختصرة تفيد التكوينية في الإجابة على الإشكالية العامة التالية:كيف وبماذا تتدخل عمليات الاتصال في الظاهرة محل الدراسة وبالتالي تتوج القراءة بالفهم والتأويل والشمولية على أساس المفاهيم النسقية.

ثانيا :حالة بحوث الاستقرائية:

  تبنى العملية في بناء المفاهيم معرفيا على أساس المعاني العامة وفق عناصر نظرية ثابتة في الفكر هذه العملية تستجيب للطرح القائم على دراسة الظواهر العامة التي تكمن وراء العناصر المثبتة في البحث(المتغيرات الامبريقية).بما أن هذه البحوث تأخذ الطابع الكيفي(وضع فرضيات) في الانطلاق من خلال العمل على المفاهيم النظرية ومحاكاتها امبريقيا وفق طرح فرضي مشتق من النظرية العامة. يركز الباحث على انسجام المفاهيم نظريا بما تسمح به المشاهدات الميدانية.

  على المستوى المنهجي فإن العملية تدور حول التفيئة أي عملية البارديغميات الأساسية المتوجة للظاهرة والمستخدمة للتفسير. هنا تتضح أن مسار بناء الموضوع يعود بقسط كبير منه للمراجع النظرية.

العمل مع المفاهيم يكون كالتالي:

1.البحث عن أصل أبرز المفاهيم الرجوع لتاريخيتها ودراسة تطورها وإبراز أبعاد معانيها وما طرأ عليها من إضافات.

2.البحث في العلاقة بين المفاهيم وكشف بنية العلاقة بينها وتأويلاتها.

3.البحث السيميائي للمفاهيم وبحث معانيها المختفية أي إيجاد العلاقة بين المعنى التقني والمعنى النظري.

4.البحث في طرق جعل المفاهيم اجرائية وكيفية ربطها بالملاحظات الأمبريقية وبالأفراد المصنفين كدليل يِكد مشروعية المفاهيم(أفراد العينة).

5.البحث عن سياقات التطبيق أي فهم قيمة توظيف المفاهيم في مراحل معينة ملموسة ميدانيا وهذه العملية تسمح بتوليد الفروض كونها تساءل عن إمكانية إعادة الحياة للمفهوم في سياقات أخرى.

حصة تطبيقية3:

ثالثا: بناء المؤشرات والمقولات:

   ترتبط العملية البحثية التي تنطلق من رسم المتغيرات وتحديد العلاقة فيما بينها، بالمؤشرات التي تربط الظاهرة محل الدراسة(المرسومة نظريا) بالواقع الامبريقي ولهذه العملية أربعة مقاربات أساسية هي الأقرب منهجيا من البحوث الاستقرائية التي تنهل ابستيمولوجيا من الإرث ألسببي للعلوم الاجتماعية المحصل في شكل مراجعات امبريقية لأطروحات النظرية:

مقاربة تساند التغير التي تشير إلى وجود تساند في التغير بين المتغيرات ولكنها لا تعطي العلاقات إلا ضمنيا وبالتالي لا تجزم بوجود علاقة سببية صريحة بين المتغيرات.

المقاربة التي تنطلق من ارتباط متغيرات في الزمن الماضي وهذه المقاربة تؤمن بأن المستقبل يسير بمنطق الماضي.(P. Bourdieu)*

المقاربة الوظيفية التي ترى أن أفعال الأفراد والجماعة مرتبطة بضرورات وظيفية يحتمها النسق والبناء والغرض منها تحقيق الحاجات. (Malinowski) وهذه شائعة بمفهوم الدور الذي عادة ما يكون في نسق وظيفي.

المقاربة النسقية التي تقول بدور الأنساق داخل المجتمع توضح دور الوضعيات في علاقات اجتماعية. هذه المقاربة وقعت في صلب الخلاف بين الشمولية والفردانية المنهجية، ولقد تم تجاوز هذه الإشكالية منذ أن خلق جيل من الباحثين يتوسطون بين الطرح الشمولي والطرح الفردانية، تصلح هذه المقاربة في بحوث التراتبية الاجتماعية** ( الاتصال الداخلي والخارجي).

يتم التعامل مع المؤشرات بمبدأ التكميم وذلك ضمن البحوث الوصفية المنطلقة من فرضيات عامة، حيث يصبح التكميم خيار منهجي ضروري قصد مقارنة المعطيات الرقمية. هي مرحلة تهدف إلى التحول من الطرح النظري للبحث إلى إجرائية الفرضيات من خلال التحصيل الامبريقي للمعطيات حولها. بعبارة أخرى تلخص التحول من البعد السيميائي للخطاب النظري إلى البعد الرمزي للأرقام وهي تفيد في فهم قيمة المتغيرات النظرية من الناحية الإجرائية على أساس تركيب المؤشرات في أبعاد المتغير القابلة للملاحظة.

حصة تطبيقية 4:

سابعا: دور النظرية أم النموذج النظري:

تثبيت نظرية في المنهجية هو تشكيل فرضيات تعبر عنها، بمعنى التسليم بأن التعميم يكفي للتخصيص أو الجمعي يفيد في تفسير الفردي. النتيجة المتوخاة من النموذج النظري أو الإطار النظري هي جملة المؤشرات والمتغيرات القابلة للمتابعة الامبريقية ذات الصلة المحتملة نظريا هنا يأتي المستوى المنهجي من خلال:

1.توضيح عناصر المشكلة.

2.رسم مخطط للعلاقة بين المتغيرات بتوضيح مؤشراتها الأساسية.

3.التمكن من المعاينة إحصائيا وتشكيل تقنية جمع المعلومات (الاستمارة) بفنيات ومهارات عالية تقلل من الأخطاء المتوقعة وتعطي مساحة هامة لتفسير الفرضية.

ثامنا: الإطار الميداني:

   ينطلق التوجه لاستكشاف ميدان تعميميا، من دراسات الحالة الخاصة بطريقة معمقة وعادة ما يبذل الباحث الملاحظ للميدان جهدا كبير في الملاحظة المتفحصة للحالات وانتقاءها بعناية فائقة يستعين في ذلك (أي في اختيار الحالات) من خلال تفحص البحوث الامبريقية الصارمة إحصائيا والمتقنة للمناهج الكمية. فالعمل النقدي الفاحص لتلك الأرقام يسمح بفتح آفاق فهم صور أعم للواقع بما تعطيه الحالات من صور جديدة للوعي تفيد في بناء إشكالات معرفية مستجدة (نظرية مؤسسة) على حد تعبير A.STRUSS (1916-1996) حول الموضوع تجعل منه أكثر فهما. «تقع النظرية في قلب العمل الميداني وبالتالي فالتعريف الكيفي لها يلخصه شتراوس كالتالي: النظرية المؤسسة هي نظرية تنبع استقرائيا من دراسة الظواهر الحاضرة في الزمن بمعنى هي استكشافية تنمو وتراجع بطريقة عابرة من خلال الجمع المنهجي للمعطيات وتحليل  معطيات متناسبة مع الظاهرة، إذن توجد علاقات تبادلية بين جمع المعلومات والتحليل والنظرية"

ذات الطابع الكشفي ويسمى بمخطط المعالم. يحتاج هذا الإطار أكثر إلى ثقافة ونضج الباحث بالمعطيات الميدانية لدراسته ومستوى وعمق قراءاته واندماجه في الموضوع. ترتبط الدراسة هنا بإشكالية علمية وعليه يتميز الإطار المرجعي للدراسة بأنه إجرائي والدقة والموضوعية (القاعدة البيانية والإحصائية الرسمية).التي تستغل لبناء أطروحات وإشكالات جديدة غير جاهزة يلعب فيها الحدس والتأويل دورا حاسما في وضع تعميمات من منطلق الفحص النقدي للبحوث الامبريقية وإعادة تركيب عناصر الواقع تجريبيا للوصول إلى قوانين جديدة للمعرفة يتشكل إذن من معلومات وعناصر تساهم في التشكيل التقني للموضوع.

----------------------------------------------------------------------

قائمة المصادر و المراجع:

محمد وقيدي : “ما هي الابستمولوجيا” ، دار الحداثة ، بيروت ، لبنان  ، 1983؛

سالم يفوت :”إبستمولوجيا العلم الحديث” ، دار توبقال ، المغرب ، 2007؛

فيليب فرنك :”فلسفة العلم” ، ترجمة علي علي ناصف ، المؤسسة العربية للدراسات و النشر ، بيروت ، لبنان ، 1983؛

ماهر عبد القادر محمد علي : “فلسفة العلوم-المشكلات المعرفية” ، دار النهضة العربية ، بيروت ن لبنان ، 1984؛

السيد عبد العاطي السيد :”علم اجتماع المعرفة” ، دار المعلرفة الجامعية  ، مصر ، 1998؛

عبد اللطيف عبادة :”اجتماعية المعرفة العلمية “ ، المؤسسة الوطنية للكتاب ، الجزائر ، 1984؛

جاك هارمان :”خطابات علم الاجتماع في النظرية الاجتماعية” ، ترجمة  العياشي عنصر ، دار المسيرة ،ىعمان ، الاردن ، 2010.

 


Auto-inscription (Étudiant)
Auto-inscription (Étudiant)