خيارات التسجيل

مدخل مفاهيمي لسوسيولوجيا الحياة اليومية

 

         تتبع مسار تطور السوسيولوجيا يكشف أنها تتحول منذ بداية نشأتها على يد دوركايم  من سوسيولوجيا  أرادها أن تكون واحدة وشاملة  ودقيقة على غرار بقية العلوم الدقيقة  الى سوسيولوجيا تنحني معرفيا أمام خصوصية الانسان وتستسلم تحليليا الى ما تنتجه خياراته الحرة في إدارة حياته في حدود تأويلاته الشخصية لتفاصيلها اليومية . السوسيولوجيا اليوم تتجه لتكون مجهرية وآنية ترصد مظاهر العيش الحر للفرد تحت تأثير بيئته المحلية مادية وثقافية بواسع معانيها.

لقد تراجع الاحتكار الغربي الوظيفي لرسم نموذج المجتمع العالمي الذي تحاك عليه الخبرة السوسيولوجية لكافة المجتمعات دون الأخذ بعين الاعتبار لخصوصياتها الثقافية والتاريخية  وتحول الاهتمام من طرف علماء الاجتماع الغرب أنفسهم تحت التعقيدات السياسية والاجتماعية الناجمة عن تغيرات جذرية في الخارطة العالمية خصوصا مع موجه العولمة العالمية وتعالي الأصوات بترك الشعوب تعبر عن ذاتها بمواردها وخصوصياتها الى دراسة الحيثيات اليومية للمجتمعات اللاتينية والآسيوية والعربية عسى أن يسترجعوا الوعي بما بقي من انسانية مجتمعاتهم بعيدا عن الادعاء العلمي التعميمي الدقيق.

 

إن التحول الى سوسيولوجيا الحياة اليومية جاء نتيجة العديد من المحاورات الأبستمولوجية والنظرية بين كبار علماء الاجتماع  وكذا الكثير من الدراسات الاثنوجرافية التي تحولت الى تفاصيل الميدان وتحولاته المستمرة وهذا ما نتج عنه أطروحات سوسيولوجية جديدة أعادت النظرية السوسيولوجية الى طابعها الإنساني  ما أكسب علم الاجتماع المرونة الأبستمولوجية   والمنهجية من خلال عقد الصلة النظرية مع علم النفس والأنثروبولوجيا وبقية التخصصات .

أصبح علم الاجتماع يهتم بتفاصيل الحياة اليومية للإنسان على أكثر من مستوى من أهمها علاقة الرجل بالمرأة ، المواطنة والرابط السوسيولوجي، الحرية الجنسية ، الهجرة

 أ.د الطيب صيد

 

 

 

 

 

الانضمام الذاتي (طالب)