الأدب والأسطورة النماذج الأسطورية:بيجماليون

الأسطورة الأدبية

توجد صلة وثيقة ومستمرة بين الأدب والأسطورة لوجود تشابه بينهما سواء من حيث البناء السردي أو الاستعانة بالخيال في التشكيل الفني لهما،رغم أن كل منهما يمثل خطابا خاصا له بعده المعرفي والقصدي،لذا أصبح موضوع الأسطورة والأدب من المسلمات النقدية التي تناولها حقل النقد الأدبي ثم الدرس المقارن،لما للأسطورة من روابط بالأدب وما للأدب من انفتاح على الأسطورة ولا غرابة في ذلك طالما أن الإنسان هو منتج الأسطورة وأن الأدب يعبر عن الإنسان،وقد نشأ من هذا الارتباط مصطلح أثار اهتمام المبدعين والنقاد والمقارنين "الأسطورة الأدبية"وهو مصطلح وليد القرن العشرين.

ويطلقه بعض المقارنين الفرنسيين على الإبداع الأدبي ذو الملامح الأسطورية فقط،وأطلقوا مصطلح "الأسطورة المؤدبة" على الأسطورة التي فقدت قداستها فتدنست وتحولت أدبا،وكلاهما يمثل بناء محكما ذا إيحاءات رمزية وميتافيزيقية أو مقدسة ،فالمؤدبة تنطلق من نص تأسيسي أسطوري غير أدبي ناتج من إنتاج جماعي شفوي قديم،أما الأدبية فلا يستند نصها الأدبي إلى أية أسانيد خارجية عنه،وإنما يصدر عن إبداع فردي انتقى من الإرث الأسطوري الخصائص والملامح الرمزية و الإيحائية التي تثري موضوعه وتغذيه فتلبسه هالة أسطورية 1[1]

ونتيجة هذا التداخل بدأت الأسطورة تتسلل إلى كافة الآداب الإنسانية ولم تقتصر على أدب واحد،وتعدت حدود القطر أو الحيز الأوربي والغربي بل تجاوزته للآداب العربية الحديثة منها والمعاصرة أيضا،وقد ساهم في هذا الانتشار الكبير حركة النشر والتأليف،وتفعيل التواصل والاتصال العلمي خاصة،وانتشار اللغات الأجنبية وحركة الترجمة،كما لم يتقيد هذا التداخل الأسطوري الأدبي بجنس فني محدد بل تفاعل مع كل الأجناس من شعر ونثر.

  1. 1

    عبد المجيد حنون:الموروث الأسطوري في الأدب العربي الحديث والأدب المقارن،مجلة إشكالات،معهد الآداب واللغات بالمركز الجامعي تامنغست،الجزائر،العدد 11، 2017 ،ص188،189.

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبع الأستاذة راوية رحايلي إسناد - غير تجاري - غير قابل للتغييرتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)