الأدب والأسطورة النماذج الأسطورية:بيجماليون

الأسطورة والأدب

قد يبدو غريبا في البداية الربط بين هذين الشكلين،فهما يختلفان طبيعة وشكلا ووظيفة ونشأة،فالأسطورة تمثل الفكر الإنساني الأول أو كما أطلق عليها فراس السواح "مغامرة العقل الأولى"،في مراحل تطور اداركه اللغوي و إجابته عن التساؤلات الوجودية واكتشافه لنفسه ولعالمه ولعلاقاته مع الطبيعة والجماعة التي ينتمي لها،فاختار هذا الشكل السردي الخيالي التفسيري المقدس الذي اكتسب خصوصيته من مكان وزمان نشأته فيه،كما تلاقي مع غيره من الأساطير التي اشتركت معه في الطرح الإنساني والوجودي..

ورغم الاختلاف الظاهري بين الأدب والأسطورة إلا أن العلاقة بينهما هي علاقة متجدرة ومتداخلة ومعقدة،بل إن أغلب الأساطير التي وصلتنا جاءت في قوالب أدبية متعددة بدأت بالملاحم وصولا للأجناس الشعرية منها،والسردية كذلك كالرواية والمسرحية ...،ومازال هذا التزاوج بين هذين الشكلين لوقتنا الحالي رغم التطورات الفكرية والمعرفية ، لتخرج الأساطير من هذه الهالة القدسية إلى الإطار الفني والجمالي والأدبي.

وهذا ما يؤكد هذه الصلة بينهما لأن الأدب لا يتعامل معها باعتبارها موضوعا أو مادة بقدر ما يراها شكلا من أشكال الدلالة والرمزية و الإيحاء وصورة من صور الانزياح وقناع يتخفى وراءه،هذا ماساهم في ديمومتها ومسايرتها للحركة الإبداعية والأدبية،فأخرجها من الهالة التقديسية إلى التوظيف الفردي والبصمة الخاصة،كما ساهمت الأسطورة أيضا في تغذية الأدب و اثراءه.

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبع الأستاذة راوية رحايلي إسناد - غير تجاري - غير قابل للتغييرتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)