محاضرة أولي التطور التاريخي للتدريس

يعرف التدريس بأبسط مفهوم له على أنه: " ما يقوم به المعلم في الصف من أجل نقل معارف معينة، وإكساب المتعلمين - في أحسن الحالات - مهارات محددة ينظمنها محتوى مساقٍ دراسي مقرر عليهم" ( القيسي، 2018، صفحة 55)،حيث أنه لم يلقى هذا التعريف الرّضا للوهلة الأولى عند بعض التربويين، وذلك للأسباب الآتية

هذا تعريف تقليدي أو كلاسيكي، لأنه ينصب فقط على مجرد تلقين المعلومات من المعلم إلى المتعلم، ولهذا فهو ليس مفهوماً شاملاً متكاملاً للتدريس.

يعد التدريس وفق هذا التعريف عملية نقل للمعلومات الجاهزة إلى المتعلم، حيث يبقى المتعلم سلبياً في موقفه التعليمي.

لا يشير التعريف إلى المنهجية والتنظيم في عملية التدريس مما يؤدي إلى تصور التدريس على أنه عملية تلقائية يقوم بها المعلم من غير حاجة إلى تأهيل.

التعريف بأن التدريس مجرد صنعة وليس مهنة، والفرق  بينهما أن يوحي الصنعة تعتمد على المهارات الآلية المجردة، بينما المهنة تتجاوز هذه المهارة إلى التزويد أيضاً بمعلومات أكاديمية نظرية فهي أشمل من الصنعة.(الحميد، 2008، صفحة 92)

. التدريس عملية اتصال: يشير الكثير من الباحثين في مجال التدريس إلى أن التدريس عملية اتصال "Communication Process"، فمنهم من يقول:" إن التدريس عملية اتصال بين المعلم والمتعلم، يحاول المعلم إكساب تلاميذه المهارات والخبرات التعليمية المطلوبة، ويستخدم طرقاً ووسائل تعينه على ذلك مع جعل المتعلم مشاركاً فيما يدور حوله في الموقف التعليمي".(ياسين، 2020، صفحة 33)

ويتفق ذلك مع النظرة التي تقول "إن التدريس عملية اتصال بين معلم ومتعلم يحرص خلالها المعلم على نقل رسالة معينة إلى المتعلم في أحسن صورة ممكنة ".(والعملي، 2014، صفحة 77)

- وإذا كان التدريس عملية اتصال فهو تفاعل بين عناصره، أي بين المدرس وطلابه داخل قاعة الصف أو المحاضرة أو في المختبر، ويركز التدريس بهذا المعنى على التفاعل والحوار بين المدرس والطالب للوصول إلى الحقائق والتدريس كعملية إتصال له عناصر أساسية، هي:

المرسل: وهو فرد أو مجموعة من الأفراد الذين يشكلون مصدر المعلومات، ومنشئ الرسالة، و هو هنا المعلم أو من يقوم محله في عملية التعليم. الرسالة: وهي مختلف المعاني والمشاعر والمعلومات والأفكار التي يرسلها المرسل بغية توصيل معلومة أو إحداث تأثير لدى الطرف الآخر.

المستقبل: وهو الجمهور أو الشخص الذي توجه لـه الرسالة فيعمد إلى تفسير محتوياتها وتحليلها وفهم معناها وهو هنا المتعلم في التدريس التقليدي.

قناة الاتصال (الوسيلة): وهي الوساطة لنقل الرسالة، وقد تكـون وسائل شفوية مباشرة أو مكتوبة، أو وسائل سمعية، أو بصرية، أو سمعية بصرية، أو إلكترونية حديثة.

التغذية الراجعة: وهي رد فعل المستقبل من الرسالة ودرجة تأثيره بها.