محاضرة ثانية - بيداغوجيا اللعب

مقدمة

إن جل ما طرحه ميثاق التربية والتعليم من مستجدات تربوية طموحة والمتمثلة في مجموعة من مجالات التجديد ودعامات التغيير كلها تصب في منحى واحد ألا وهو جعل التلميذ محور العملية التعليمية التعلّمية، وهذا المسعى لن يتحقق إلا بوجود مدرسة مفعمة بالحياة، منفتحة على محيطها، مدرسة تتجاوز "التلقّي السلبي والعمل الفردي إلى اعتماد التعلم الذاتي والقدرة على الحوار والمشاركة في الاجتهاد الجماعي".

ولن يتأتّى ذاك إلا باعتماد الطريقة المناسبة للتدريس، ومن بين الطرق التي أثبتت جدواها نجد: الطريقة الحوارية – طريقة حل المشكلات – طريقة المشروع – تقنيات التنشيط الجماعي – بيداغوجيا اللعب، ويُعزى اللجوء إلى طريقة التعلم باللعب إلى مجموعة من الأسباب، أبرزها أن ظاهرة اللعب تبدأ مبكرة عند الطفل وهو ما زال في مهده، وهي ضرورة أقوى من ضرورة الغذاء والماء والنوم، أحببنا أم كرهنا فالطفل يلعب ولذا علينا أن نستثمر لعيه تربويا، على أوسع نطاق ممكن من خلال توجيهه وإكسابه قيمة تربوية حتى يكون مدخلا. وظيفيا لمسار تعليمي فعال. لقد أكدت البحوث التربوية أن الأطفال كثيرا ما يخبروننا بما يفكرون فيه وما يشعرون به من خلال لعبهم التمثيلي الحر واستعمالهم للدمى والمكعبات والألوان والصلصال وغيرها ويعتبر اللعب وسيطا تربويا يعمل بدرجة كبيرة على تشكيل شخصية الطفل بأبعادها المختلفة، وهكذا فإن الألعاب التعليمية متى أحسن تخطيطها و تنظيمها والإشراف عليها تؤدي دورا فعالا في تنظيم التعلم، وقد أثبتت الدراسات التربوية القيمة الكبيرة للعب في اكتساب المعرفة ومهارات التوصل إليها إذا ما أحسن استغلاله وتنظيمه.

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبعتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)