عند المقارنين العرب
ويعرفه الدكتور محمد غنيمي هلال بأنه "دراسة الأدب القومي في علاقاته التاريخية بغيره من الآداب، الخارجية عن نطاق اللغة القومية التي كتب بها." 6[1]،ورؤيته لا تختلف عن الفكرة الفرنسية القائلة بالتاريخانية بتتبع حركية الأدب القومي وعلاقاته بغيره من الآداب الأخرى التي تختلف عنه لغة و صيغة.
حاول إبراهيم عوض جمع مجموعة المفاهيم والتعريفات للأدب المقارن في تعريف شامل من خلال المفهوم الذي جاء عند جويار،طاهر أحمد مكي ،طه ندى فهو " فرع من فروع المعرفة يتناول المقارنة بين أدبين أو أكثر ينتمي كل منهما إلى أمة غير الأمة أو القومية التي ينتمي إليها الأدب الآخر وفي العادة إلى لغة غير اللغة التي ينتمي إليها أيضا. وقد تكون المقارنة بين عنصر واحد أو أكثر من عناصر أدب قومي ما ونظيره في غيره من الآداب القومية الأخرى،بغية الوقوف على مناطق التشابه والاختلاف بين الآداب ومعرفة العوامل المسؤولة عن ذلك.وقد يكون هدفها كشف الصلات التي بينها وإبراز تأثير أحدها في غيره من الآداب .والموازنة الفنية أو المضمونية بينهما،وقد يكون هدفها معرفة الصورة التي ارتسمت في ذهن أمة من الأمم من خلال أدبها،وقد يكون هدفها تتبع نزعة أو تيار ما عبر عدة آداب..." 7[2]
فالأدب المقارن إذا هو دراسة الأدب القومي وتتبع علاقاته مع غيره من الآداب الأخرى ،التي تختلف عنه في لغة ومحيط الإبداع، ،للكشف عن صلاته معها من خلال علاقة التبادل وينكشف هذا الأمر من خلال عمليتي التأثير والتأثر،فهو يتجاوز الموازنة والمفاضلة ليتعداها للكشف عن المؤثرات والظواهر التي تساهم في تشكل الأدب وتحديد ماهيته،وأيضا تنقل وانتقال في مجالات وميادين عدة تبدأ بجنس أدبي لتصل لفكرة أو شعور أو حتى انعكاس لصورة أحدهما في آدب الآخر...،لذا تشترط الدراسة المقارنة الاختلاف في اللغة واثبات صلة تأثر أحدهما بالآخر لأن الأعمال الأدبية التي تكتب بلغة واحدة لا تدخل ضمن المجال المقارن كتأثر الحريري في مقاماته بالهمذاني مثلا.