الأدب المقارن الأصول والنشأة

ظهوره كفرع من فروع المعرفة

فظهر الأدب المقارن "فرع من فروع المعرفة يتناول المقارنة بين أدبيين أو أكثر ينتمي كل منهما إلى أمة أو قومية غير الأمة أو القومية التي ينتمي إليها الأدب الآخر،وفي العادة إلى لغة غير اللغة التي ينتمي إليها أيضا،بغية الوقوف على مناطق التشابه ومناطق الاختلاف بين الآداب ومعرفة العوامل المسؤولة عن ذلك،والكشف عن الصلات التي بينها وإبراز تأثير أحدها في غيره من الآداب" (5)[1]

فهو كنشاط معرفي أساسه دراسة علاقات التفاعل بين الآداب القومية والآداب الأخرى القديمة والحديثة والفرق بين أدب وأدب اللغة،ووجود علاقة التفاعل ثابتة يمكن البرهنة عليها والسيطرة عليها فلا يمكن أن تكون علاقة آنية بل علاقات تاريخية هناك سابق ولاحق،

وبهذه الموصفات ظهر الأدب المقارن لدراسة علاقات التأثر أوالتأثير ،و"ظاهرة تأثر الآداب فيما بينها ظاهرة قديمة تستوي فيها الآداب القديمة والحديثة الشرقية والغربية ،وجودها يسبق اكتشافها والاعتراف بها ودراستها،فالأدب الروماني تأثر كثيرا بالأدب الاغريقي ومع أن روما هزمت أثينا عسكريا في هذه الفترة فإن أثينا قد انتصرت عليها ثقافيا وأصبحت المحاكاة الرومانية للإغريق طابعا مميزا،بل انتقلت المحاكاة بدورها من خلال الأدب الروماني-اللاتيني إلى الآداب الأوروبية الكلاسيكية التي حرصت على أن تبدأ عصر الإحياء بمحاكاة النماذج القديمة عند هؤلاء القدماء،والأدب العربي تبادل بدوره التأثير والتأثر مع الآداب التي التقى بها بعد انتشار موجة الفتوحات الاسلامية في المناطق التي كان يوجد بها الأدب الفارسي على نحو خاص،أو بعد انتشار موجة الترجمة في نهاية العصر الأموي وبداية العصر العباسي من الآداب اليونانية والهندية،وقد امتد تأثير الأدب العربي كذلك في أعقاب اتصال الإسلام بأوروبا من خلال الأندلس أو جزر البحر المتوسط أو التجارة أو الحروب الصليبية أو الاستعمار أو البعثات وإحياء حركات الترجمة في العصر الحديث "(6)[2]

  1. 5

    ابراهيم عوض:في الأدب المقارن،المنابر للطباعة،دط،2006،ص 7.

  2. 6

    أحمد درويش:الأدب المقارن،ص 18.

سابقسابقمواليموالي
استقبالاستقبالاطبعاطبع أستاذة راوية رحايلي إسناد - استعمال غير تجاريتم إنجازه بواسطة سيناري (نافذة جديدة)