المدرسة الأمريكية أو الاتجاه النقدي
من نتائج الحرب العالمية الثانية تغير موازيين القوى،وتغير الأنظمة الفكرية،واكتسب الأدب مفاهيمها جديدة ولم تعد اللغة مقياسا للهوية الأدبية،فأصبحت الكتابة لغير القومية ولغير الثقافات والأجناس والأذواق،فكتب العربي و الإفريقي مثلا بالانجليزية والفرنسية وغيرها من اللغات الأوربية،كما أن الأدب بدأ ينفتح على الفنون الأخرى ليخلق مزيجا وروحا جديدة،فكل المعطيات التي قامت عليها المدرسة الفرنسية اهتزت ولم تعد صالحة
لم تلتفت الولايات المتحدة الأمريكية إلى الأدب المقارن إلا في الثلث الأخير من ق 20،مع كتاب"نظرية الأدب" لرينيه ويليك و آوستن وارن،فقامت على واقع لغوي اجتماعي ثقافي،يري رينيه ويليك أن "ظهور الأدب المقارن جاء كرد فعل ضد القومية الضيقة التي ميزت الكثير من بحوث القرن التاسع عشر احتجاجا ضد الانعزالية لدى الكثير من مؤرخي الآداب الأوربية،فدارس الأدب المقارن وسيط بين الشعوب وكمصلح لذات طمستها وشوهتها المشاعر القومية الملتهبة التي سادت في تلك الفترة"( 1[1])
يعرف هنري ريماك الأدب المقارن"دراسة الأدب بحيث تتعدى حدود القطر الواحد ودراسة العلاقات القائمة بين الأدب من ناحية وبين مجالي المعرفة والمعتقدات كالفنون والفلسفة والتاريخ والعلوم الاجتماعية والعلوم البحتة والأديان...من ناحية أخرى"
من أسسها:
- لا تعتبر اللغة حدا فاصلا في الدرس المقارن
-اهتمت بدراسات التوازي والتقابل بين الآداب
-العلاقة ليست شرطا في البحث المقارن
- تفسير الظواهر الأدبية من منطلق التشابه وروح العصر
-دراسة الأدب بعيدا عن الحدود اللغوية والعنصرية والسياسية والعرقية
-تجمع بين المنهج النقدي والتاريخي باعتبارهما عملين ضرورين في الدراسة المقارنة
- يقدم منهجا لتوسيع نظرة الإنسان لتناوله للأدب
- تزاوج بين الأدبي والفني
- الدراسة المقارنة تجمع بين الأدب ومجالات المعرفة الأخرى
- يدرس المنهج الأمريكي أدبين على الأقل على أساس من التساوي بينهما بعيدا عن علاقة التأثير والتأثر،فتبين نقاط الالتقاء والابتعاد بين المؤلفات
- ساعد المنهج النقدي على توسيع دائرة البحث في الأدب المقارن و إعطاءها مزيدا من الاهتمام للعناصر الأدبية في النص ولم يلغ المنهج التاريخي وإنما وازاه
- يجب أن تهتم بدراسة القيم وتطويرها بدلا من الاكتفاء بالرصد والملاحظة