• صــــور الـــركن المـــادي:
قبل تحقق النتيجة تمر كل جريمة بمراحل ثلاث هي: 1) التفكير، 2) التحضير، 3) البدء في التنفيذ (الشروع).
1) التفكيــــــر: وهي عبارة عن أفكار ونوايا وخواطر تراود الجاني وتراود الشخص، والأصل في هذه المرحلة أن القانون لا يعاقب على الأفكار الباطنية أو النوايا الباطنية ما لم تتجسد كمشروع في العالم الخارجي.
2) التحضيـــر: هو قيام الجاني بتحضير وشراء الوسائل والمعدات التي سيستعملها في ارتكاب الجريمة، هناك جرائم قائمة بذاتها يعاقب عليها المشرع كونها جريمة مستقلة بذاتها مثل: جريمة تقليد المفاتيح لمنزل، حيازة السلاح دون رخصة، إذا لا يعاقب على التحضير بل يعاقب على الجرائم القائمة بذاتها.
3) البدء في التنفيذ (الشروع): ما الفاصل بين مرحلة التحضير ومرحلة البدء في التنفيذ ؟ متى نقول أنه عملية تحضيرية أو عملية شروع أو بدء في التنفيذ خاصة أن الفارق الزمني بينهما قصير قد يكون الشروع متلازما مع مرحلة التحضير؟
هناك نظريات في هذا الشأن:
أ. النظرية المادية:
بحسب هذه النظرية إذا رأيت شخص مسبوق قضائياً بقرب من منزلك لا يعتبر شروع لأن هذا الشخص لم يفعل أي شيء، لأن النظرية المادية تهتم بماديات وسلوك الجريمة وتعتبر الشخص شارع إذا أتى بجزء من الركن المادي مهما كانت شخصية الجاني ومها كانت خطورته الإجرامية، وتنقسم إلى:
- الرأي المادي المضيق: أنصارها يقولون ننظر إلى ماديات السلوك الإجرامي، فكل جزء من جزيئات الركن المادي، أو الشخص الذي يأتي يجزئ منه يعتبر شارعاً ويعتبر بادئاً في التنفيذ "كإطلاق النار"، قبل ارتكاب الشخص لهذا لا يعتبر بادئاً في التنفيذ، مثل: في جريمة الشرقة حسب هذا الرأي لا يعتبر شارعاً إلا إذا دخل المنزل وأخذ المال.
- الرأي المادي الموسع: أصحابه يقولون كل شخص وجد في ظروف المشددة للجريمة يعتبر بادئاً في التنفيذ. هل لكل الجرائم ظروف مشددة ؟ لا قد تكون أولا كالضرب والجرح، ليس لكل جريمة ظرف مشدد، مثال: جريمة السرقة وجود الشخص في المنزل غيره يعتبر شرعاً.
ب. النظرية الشخصية:
يهتمون بالخطورة الإجرامية للشخص الجاني بغض النظر عن إتيانه بالسلوك الإجرامي من عدمه، فقد يعتبر الشخص شارعاً حتى ولو لم يأتي بجزء بسيط من الركن المادي، مثل: المسبوق قضائياً الذي يحوم حول منزل يعتبر شارعاً لأننا ننظر للخطورة الإجرامية للجاني رغم أنه لم يفعل شيء.