Département de langue et littérature arabe

ان الدراسات قبل سوسير قد سيطرت عليها النزعة التاريخية و التطورية ومن المسبم به ان الانسان لا يحتاج الى معرفة تاريخ اللسان ليتمكن من التحدث بواسطته .اما عند دراسته اللسان ينبغي التفريق بين الدراسة الزمنية التاريخية و موضوعها البحث عن كيفية تطوره و اسباب هذا التطور و الدراسة الآنية او السكونية البنوية تعني بوصف النظام اللغوي بجزئياته بغض النظر عن التطور و عن التحولات التي يمكن ان تطرأ عليه النتائج التي تترتب عن ذلك

فالدراسة الآنية عند سوسير لها الاولوية في الاهتمام فهي تمثل المرحلة الاولى الاسبق

آمن سوسير بضرورة المنهج الوصفي للدرس للساني وذلك للتعمق في تفاصيله ومعرفة دقائقه والوقوف على نظرياته وضبط مصطلحاته.ذلك أن المنهج التاريخي الذي كان سائدا في الدراسات اللغوية الأروبية أوقعها في ازمة الشمولية والعموم اذ أنه لم يرفض هذا المنهج ،وإنما اكد على ضرورة الفصل بينه وبين المنهج الآني،لأن لكل منهما مهامه المنوطة به

فالمنهج التاريخي حركي تطوري يتتبع الظاهرة عبر الأزمنة المختلفة أما المنهج الوصفي آني استقرائي

المنهج التاريخي لأنه عبارة عن تتبع أية ظاهرة لغوية في لغة ما حتى أقدم عصورها التي نملك منها وثائق ونصوص لغوية