مقدمة

      يسعى الفرد في الحياة إلى بناء جسم سليم وبنية جسدية قوية تسمح له بمزاولة مختلف الأنشطة والقدرة على مواجهة التحديات والصعاب،وهذا ما يجعله معرض لمجموعة من الأمراض والعاهات التي قد تصيبه نتيجة للحوادث أو عدم استخدام الحمية الغذائية المناسبة والبرنامج الرياضي الذي يسمح له بحماية بدنه من أمراض العصر التي تحيط به (البدانة،العجز والشيخوخة المبكرة،الإعاقة،السكري ،ارتفاع ضغط الدم ..الخ).

      ولو تأملنا في المجتمع الذي نعيش فيه فإننا نجد أن هناك مفهوم خاطئ عند بعض الأفراد إذ يعتبرون أن الأدوية والمكملات الغذائية هي العلاج الفعال لتلك الأمراض من خلال الاستنجاد بالأطباء والرقاة لتشخيص حالاتهم،لكن العلاج الحقيقي يكمن في مزاولة النشاط البدني المكيف الذي يتلاءم وطبيعة المرض باعتباره نشاط بدني مصمم خصيصا للأفراد الذين يعانون من عجز.    

      وباعتبار أن النشاط البدني الرياضي المكيف نظام خدمي متكامل صمم للتعرف على المشكلات والمساعدة على حلها في النواحي النفسية والحركية وتشمل هذه الخدمات:المساعدات الحركية،البرامج التربوية الفردية ،تدريب وتدريس الأفراد المعاقين،تنظيم الندوات والدورات من أجل تقديم أفضل السبل في إعطاء دروس التربية الرياضية الخاصة بالمعاقين من الأطفال والشباب وكبار السن (الكوفي،2017 ،ص4).

      وأصبح النشاط البدني الرياضي المكيف له دور كبير بالنسبة لذوي الاحتياجات الخاصة،إذ تجدهم يستنجدون بالمؤسسات الصحية الرياضية الخاصة بإعادة التأهيل،عن طريق تقديم الرعاية البدنية والمرافقة لهم .

وبإشراف ووصاية مجموعة من أطباء والنفسانيين والمختصين في المجال الرياضي من أجل إعادة إدماجهم في الحياة عن طريق استخدام برنامج متكون من مجموعة الأنشطة الرياضية المختلفة والتي تحتوي على التمارين المناسبة التي يتم تعديلها وتكييفها وفقا لحالات العجز ونوعه ،بحيث تتلاءم  وقدرات الأفراد البدنية والاجتماعية والعقلية..الخ.

      وأضحى الاهتمام بالأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة أمرا بالغ الأهمية باعتبارهم الأفراد الذین یحتاجون إلى خدمات التربیة الخاصة والتأهیل والخدمات الداعمة لهما لیتسنى لهم تحقیق أقصى ما یمكنهم من قابلیات إنسانیة، إنهم یختلفون جوهریاً عن الأفراد الآخرین في واحدة أو أكثر من مجالات النمو والأداء التالیة: المجال المعرفي والمجال الجسدي، والمجال الحسي والحركي،والمجال السلوكي،والمجال اللغوي،والمجال التعلیمي (الخطیب والحدیدي، 2005،ص16 .(

وسنحاول تسليط الضوء في هذا المقياس على إحدى عشر محاضرة نقوم بتقسيمها على النحو الأتي:

المحاضرة الأولى: مدخل النشاط البدني الرياضي المكيف

المحاضرة الثانية: النظريات المرتبطة بالنشاط البدني الرياضي المكيف

المحاضرة الثالثة: التطور التاريخي للنشاط البدني الرياضي المكيف

المحاضرة الرابعة: أهداف ومبادئ النشاط الرياضي المكيف

المحاضرة الخامسة: أغراض النشاط البدني والرياضي المكيف

المحاضرة السادسة: أهمية ممارسة النشاط البدني الرياضي المكيف  

المحاضرة السابعة: أشكال النشاط البدني الرياضي المكيف

المحاضرة الثامنة: الخصائص العامة للنشاط الرياضي المكيف

المحاضرة التاسعة: معوقات ممارسه النشاط البدني المكيف