Options d’inscription
لم تنفصل طيلة مراحل التفكير الانساني مقولة المنهج عن مقولة الأطر المعرفية بمختلف مصادرها واتجاهاتها وحقبها التاريخية، ذلك أن المعرفة أي كانت دقيقة أو انسانية إنما تنتج من أصل واحد وهو الفلسفة كما أن تلك المعارف كلها لم تنتج الا في كنف نظرة منظمة لطرق انتاجها وامكانيات توليدها بصفة منتظمة لتفسير العالم والواقع المحيط به.
من هذه الزاوية فقط يلعب المدخل المنهجي أداة التبصر العلمي الناضج بالواقع وهو بذلك مولدا مشروعا لمعرفة يمكن أن تحقق الاتفاق وان كان الأمر مختلفا فيه فلا يوجد من سبيل لتفنيدها الا من خلال مدخل منهجي مخالف له من المرجعية الفكرية المشروعية الكافية لادعاء القدرة على تفسير الواقع بطريقة مختلفة.
نهدف من وراء التعرض لموضوع الابستيمولوجية إلى تقديم نظرة شاملة ومتكاملة للمنهجية الخاصة بالعلوم الاجتماعية من خلال مدخل أصيل وهو تاريخ العلم عامة وتاريخ العلوم الإنسانية على وجه الخصوص .
تاريخ العلم هو مسرح لنضال العقل في سبيل اكتساب النظرة الكاملة حول عالم المادة والإنسان. مسيرته ليست مسيرة بناء متصاعد لمشروع المعرفة وإنما هو تاريخ المراجعات المعرفية لمقولات العلم وفق أطروحات منهجية متضاربة ومتنوعة تعيد تعاريف العالم من منطلقات ومحددات متوغلة في أصول عالم الأفكار الممتد من الفلسفة اليونانية وصولا لفلسفة عصر الأنوار.