زملائي الأساتذة، إخواني العمال، أبنائي الطلبة؛
يسعِدني ابتداءً وأنا أباشرُ مهامي على رأس جامعة محمد الشريف مساعدية سوق أهراس؛ متمنّية أن يوفقني الله تعالى لأكون في مستوى هذه الثقة التي حظيتُ بها من طرف وزير التعليم العالي، و أن أكون في مستوى تطلّعات الأسرة الجامعية بكل مكوناتها من أجل المضي قدُماً في سبيل ترقية وازدهار جامعتنا.
إنّنا و نحن نتهيأ لاستكمال مشروعنا و طموحنا المشترك في جعل جامعة سوق أهراس ضمن مصف الجامعات الرائدة وطنيا و لما لا عالميا، لا يسعني إلا أن أثمّن جهود المسؤولين المخلصين السابقين ممّن ساهموا في إنشاء هذه الجامعة التي كانت ملحقة ثم مركزا جامعيا فجامعة ثم قطبا بإذن الله و هو ما سنعمل عليه معا ضمن مسعى واحد لتحقيقه.
إنني أعلم يقينا_كما تعلمون أيضا_ أن قدرة الأمم على رفع التحديات مرهون بتوفر أسباب النهضة التي يعد العلم عمودها الفقري والجامعة مؤسستها الأولى؛ وذلك بحكم الدور الأساسي والريادي الذي تلعبه هذه المؤسسة في وضع ركــائز التطور، من خلال إعداد الأجيال القادرة على تحمل المسؤوليات، وتوفيــر المعرفة اللازمـة التي تسمح بالإقلاع الاقتصادي الفعال والمتبصر.
انطلاقا من هذه الحقيقة، أعطت الدولة الجزائرية أهمية خاصة للتعليم العالي والبحث العلمي، وأولت الجامعة أهمية بالغة، وهو ما يستشف من توجيهات الهيئات العليا للدولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية و الوزارة الوصية، مما يجعل جامعتنا مطالبة بأن تواكب هذا الطموح في سعيها للتميز في جميع النواحي والأطر، لتنفيذ ما أوكل إليها من أهــداف استراتيجية فــي البرنامج القطاعي للتعليم العــالي والبحث العلمي.
آملة و داعية الجميع إلى مزيد من التعاون و بذل الجهود، فالجامعة تحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى ـ إلى بناء قدراتها الإبداعية، وتشجيع روح البحث والابتكار لوضع مسار خطة استراتيجية تأخذ في الحسبان الانتقال من مرحلة التكوين الكمي إلى مرحلة النوعيــة والفــاعلية التــــي تـضع في الحسبان الحوكمة الرشيــدة، والتعليم المتميز، والبحث العلمــي النوعي الـــــــذي يسمح للجامعة أن تلعب دورا مؤثرا في محيطها الاقتصادي والاجتماعي ومجالها الوطني مع إشعاعها الدولي.
كلنا عزم وإيـمان على العمل الدؤوب لجعل جامعة سوق أهراس قطبا مميزا، ومنارة علمية مميزة، وصرحا لحياة جــــــامعية تجمعها مقاربة تشاركية وتجانس بين كل مكونات الأسرة الجامعية، من أجل رسالة واحدة مفادها وحـدة الرؤية و المسعى لجامعة مؤثرة تستجيب للطموحات المحلية والوطنية، دون أن ننسى بعدها الحدودي و الجواري الذي يعد أحد خصائصها، لاسيما في سياق التوجهات الجديدة.
و إنني أؤكّد لكافّة الأسرة الجامعية بمختلف أطيافها؛ بأنّهم ملزمون بالتكاثف و توجيه الجهود من أجل الوصول بجامعة سوق أهراس إلى المكانة التي يفترض بها أن تكون، كلٌّ من موقعه، كل من منصبه، و ذلك بما يضمن إتمام مهامنا في إطار المصلحة العامة و ضمن الأطر القانونية.
كما لا يُمكننا في هذا الموقف إلا أن نثمّن جهود الدّولة الجزائرية على الدّعم الكبير الذي توليه لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، وهي جهودٌ تستدعي منّا الحرص أكثر من أي وقتٍ مضى للحفاظ على المكاسب المحقّقة، والعمل على تحقيق الرّسالة السّامية والنبيلة لمؤسّستنا الجامعية، من خلال الانفتاح على محيطها بإيجابية وفعالية، لتكون قاطرة للتنمية، وخزّاناً للكفاءات والطّاقات المتميّزة التي لا تدّخر جهداً في بناء الوطن والمساهمة في رقيه ورفعته، ليحظى بالمكانة التي يستحقّها بين الشعوب والأمم.