مركز المنشورات العلمية |
جدلية المنفى والذّاكرة في "ّ رّأيت رام اّلله "ّ لمريد البرغوثيhttps://www.univ-soukahras.dz/ar/publication/article/1206 |
بوكحيلي مبروكة (2017) جدلية المنفى والذّاكرة في "ّ رّأيت رام اّلله "ّ لمريد البرغوثي. جامعة سوق أهراس |
تحميل المقال
ملخص المقال
-
هذا الكتاب الذي يحتوي على مقيدمة بقلم إدوارد سعيد، هو واحد من أرفع أشكال كتابة التجربة
الوجودية للشتات الفلسطيني، " رأيت رام الله " سيرة مريد البرغوثي الممتلئ بالسرد لما بعد النكبة والنكسة،
كالأحداث في فلسطين،وتداعياتها في المعمورة هذا المصرح بنفيه عبر بلدان العالم مدة ثلاثينٌ عامًا، بعد خروجه
للدراسة لاستكمال جامعته، والحصول على شهادة في مصر 1966 ، إنه واقع الفلسطيني المنفي الذي أصبح
إنساننا تلفونيًّا.
يدخل البرغوثي فلسطين ويظل منتظراً على الجسورعام 1996 ، وتمر عليه ذكرى اجتيازه الجسر وهو
ولد، وتبدأ المفارقات في ذاكرته بين ما كان عليه، وما آل إليه .بين الوضوح والغموض أي بين الولد وهو الطالب
الجامعي في ماضيه، والوالد في حاضره .كتب سيرة حياته بين ملامح الفلسطيني الموزع بنٌ القبور والمعتقلات، والمهن
والأحزاب، وفصائل المقاومة وسجلات الشهداء، والجامعات ومواطن الأرزاق، يسرد لنا تشتت وتبعثر ورثة دير
غسانة في أنحاء العالم.
في روايته يحدثك المونولوق والسرد الشعري، تسيطر عليو الذكريات، فيلجأ للاستعادة في قالب سردي
يستذكر ابن خاله " أبو فخري " مسؤول الكنى، وكيف وصف شخص دعاه للغداء بقمة البخل، حيث تشكلت
طاولة الغداء من أربع حبات بزلا، ويذكر أيضا نكات تسمية البرغوث، فقد ذكر ما قاله له صديق عند استضافته
له هو ورضوى في مصر، في مشاورات تسمية ابنه تميم، من خلال مزاحه الذي أدلى فيه بصعوبة اختيار اسم
لطيف، إذا كانت ستوضع بعده كنية البرغوثي.
يخبر عن السبع قرى المتجاورة التي أطلق عليها قرى بني زيد، والتي كانت دير غسانة مركزها جميعًا، فكلها
يقطنها آل البرغوثي، يسرد معاناة والدته سكينة محمود علي البرغوثي، ومنعها من مواصلة دراستها، هي التي
كانت ستدرس في مدرسة " الفراندز برام الله "، لولا منعها المختار،وأهل القرية.
ستي أم عطا هي جدة مريد التي طردها أهل زوجها المتوفى، وقد كان خاله عطا هو سبب مكوثها بين
أهل زوجها المتوفى، لأنه ذكر، ولو كانت أنثى لما بقيت معهم، خفيفة الظل جدة مريد كثيراً تلمح لعلاقة
حفيدها مع رضوى عاشور من خلال مزاح خاص بها حينما يقبلها. مريد أفلح في رسم ذكريات القرية،
والقدس بعبارات بسيطة، واستحضاره عديد الأمكنة التي عاش فيها، وقصة فرحة التي تنم عن بطولة المرأة ودكرها الحساس،
التي صرخت في وجه الإسرائيلي مبينة له أن الإبن الفلسطيني، هو ابن جميع النساء الفلسطينيات، بنبرة غضب
تضع مفارقة بين الإسرائيلي والفلسطيني، ترتكز على الشرف، فالابن الإسرائيلي لو مئة أب. أما الفلسطيني فله
أب واحد دلالة على أن الفلسطينيات طاهرات وعفيفات.
عجيبة " رام الله "، فقد تعلم فيها البرغوثي الاريادو، وكتابة الشعر، واحتفل فيها، لكن هي لم تكن لديه
أفضل من " دير غسانة " التي كانت مسقط رأسه.في وصفه لعرس أبو زاكي لازالت ذكرى رقصته تقبع في ذاكرته
وكأنها حصلت أمس، وصف زمكانية الطفولة مع والديه، ومنيف وعلاء ومجيد، عند زيارته لرا م الله توقف ضيفا
عند " أبو حازم " ، وزكجته " فدوى "، الذين أصرا على مريد ومنيف إن عادَا من المنفى، فبيتهما أولى من أي
بيت آخر.
موت منيف خلَف لمريد شبح يراه في كل الأماكن، أخاه الكبير الذي رعاه رغم تقارب السن بينهما
تخطفه الغربة، لتسلمه للموت. على البرندة ببيت " أبو حازم " وجد صورته معلقة، فتجدد الشوق لمنيف، لهفةً
الغربة التي جعلته يحن لزيارة جميع الأماكن في الوقت نفسه، وذلك عندما عاد ليلم الشمل، ويحصل على تصريح
لابنه " تميم"، الغربة جعلت منه شخص يريد حدودًا لبلده وسيكرهها فيما بعد. حينما عرف المظاهرات تعرف
على " أبو الحبايب " موزع الجرائد الذي مات من شظية قتلته.
" دار رعد " هي مسقط رأس مريد البرغوثي، ولد فيها قبل نشوء دولته إسرائيل بأربع سنوات، فيها عاش
في كنف والديه وبين إخوته، ما يتذكره عنها في طفولته، هو اللعب البرىء المختلط بين الأبناء سواء ذكر أو أنثى،
يتذكر عن الدير، والعم إبراهيم يتذكر كثير الأشخاص الذين حصل معهم كما حصل للعصافير التي تنغدر بالحبة
ولا تحسب حساب الفخ، عديد الذكريات مستقرة بذاكرة البرغوثي، يتذكر حب عبد الوهاب وهو في المخيمات
لابنة المختار، وكتابته القصائد المؤثرة لها، فالحب لدى مريد هو تبادل في الأدوار بين الطرفين.
يتذكر مالحق الوالدة سكينة، في محاولة استخراجها لأي ورقة من الحاكم الإسرائيلي، ومحاولة حصولها
على لم الشمل، يضفي على السياسة تشبيه في الحياة اليومية، من خلال نعتها بتجمع العائلة وهم على مائدة
الإفطار، والجاذبية التي تمتلكها السياسة أوقات الاستعمار فحتى ذاك الذي يبتعد عن السياسة، يجد نفسه
يمارسها. حياته قضاها بين الأماكن، من بغداد لبيروت، لبودابست إلى عمان، والقاهرة، وكأن من المستحيل
التشبث بمكان واحد، تعود وروض نفسه أن المكان الذي يذهب له لا يألفه لأنه ليس له.
يشيرلمقته " أنور السادات " رئيس مصر، ويوجه له تهمة الإنفراد بولد واحد، ويسرد سيطرة رابين
وجرائمه، حيث كان جيشه يقتل من يحاول رفع علم كاحد على مدرسة أو بيت أو غيره، أطياف كثيرة تعبر
بذاكرة البرغوثي ولا يكاد يفارقه طيف أخاه منيف، وطيف غسان كنفاني، وناجي العلي،وغيرهم كثير.
منذ الهزيمة في حزيران 1967 لم يعد مريد يرى الرقم 67 إلا مرتبطا بالهزيمة، وتوالت الأحداث، فقد
قدم السادات مشروع السلام مع إسرائيل، ثم توقيع اتفاقية كام ديفيد، وقد كانت الأحزان جزء من حياة كل
فلسطيني، ففي كل شهر وكل عام لاتجف عيون الأمهات من ذرف الدموع، فرابين سلب منهم كل شيء ولم
يترك لهم سوى الجنازات، والدموع ولفقد والفراق.
فيض من الذكريات يفضفضها " مريد البرغوثي "، من مجيئه " لرام الله " ليلم الشمل ومكوثه في بيت "
أبو حازم "، وبين حياته في الغربة مع زوجته المصرية " رضوى عاشور "، وابنهم تميم، ونفيه 17 عاماً من بلدها،
وغيره. استطاع تجسيد كل ذلك بأسلوب قصصي شاعري، وبصدق إنساني.
معلومات
Item Type: | Master |
---|---|
Divisions: | |
ePrint ID: | 1206 |
Date Deposited: | 2018-03-25 |
Further Information: | Google Scholar |
URI: | https://www.univ-soukahras.dz/ar/publication/article/1206 |
BibTex