ملخص المقال

نروم في هده الورقة المعنونة بـ: "سلطة الشرق في المسرح الغربي الحديث" إلى التأكيد على أن المسرح فن، والفن لا يعيش إلا في إطار التفاعل الفني والتلاقح الثقافي، وأي تصور انطوائي سيحكم عليه بالموت والانتحار البطيء. وهو ما جسّده رواد المسرح الغربي عبر انفتاحهم على المخزون الفرجوي الشرقي بهدف تصنيعه فنيا وتوظيفه جماليا، ومن ثمة نقله إلى أفق المعالجة الدرامية المنتجة. فقد أدرك المسرحيون الغربيون أن الخصوصية لا تعني الانغلاق والتوقع ورفض الانفتاح على الثقافات الأخرى المغايرة. فالثقافات حين تختار هذا التوجه، فإنها تغامر بفقدان قدرتها على الوجود في عالم لا تقوى على البقاء فيه سوى الثقافات القادرة على تجديد مصادر عطائها.
فقد أضحى ولع المسرحيين الغربيين بالشرق أداة فاعلة وإستراتيجية محكمة لإنقاذ المسرح الغربي الذي بدأ يلفظ أنفاسه الأخيرة جرّاء صدمة الحداثة والنزعة اللائكية. وفي الوقت نفسه مكّنهم هذا الانفتاح من تصويب مسار الثقافة الغربية التي اعتبرت الثقافات الأخرى هامشية وفضاءً مظلما. فهم صنف متميز يجمعهم قاسم مشترك هو اعتبار نزعة التمركز الغربي وهما ينبغي تدميره بكل الوسائل المتاحة. إنهم نقاد غربيون للثقافة الغربية من الداخل الغربي نفسه.
وإذا كان الشرق قاسما مشتركا بين رواد المسرح الغربي الحديث، فإن زاوية النظر إلى الشرق ومخزونه الفرجوي قد اختلفت من مسرحي إلى آخر تبعا للخلفيات الفكرية التي تبنّاها كل مسرحي، فالشرق بالنسبة لبرتولد بريشت جماليات قابلة للتسييس، وبالنسبة لأنطونان أرطو درس روحاني شفاف، وبالنسبة ليوجينو بابربا مدرسة في الجسد، وبالنسبة لجيرزي كروتقسكي خزان خصب في فن التمثيل.

معلومات

Item Type:	Journal
Divisions:	» رؤى فكـرية » مخبر الدراسات اللغوية و الادبية
ePrint ID:	464
Date Deposited:	2016-01-04
Further Information:	Google Scholar
URI:	https://www.univ-soukahras.dz/ar/publication/article/464

BibTex