كلية الآداب و اللغات : صدور العدد الحادي عشر من مجلة أبوليوس

 

 

11

 

 

الفهرس

الافتتاحية …………………………………………………………………………………….

08

أ.د. عبد الله إبراهيم    أكاديمي عراقي – قطر  
الإيهام بصدق الـمُحالات السّردية  ………………………………………………………………………………. 10
أ.د. عبد المالك أشهبون       المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، فاس، المغرب  
التَّخَيُّل السّير ذاتي في السرد العربي(التركيب والدلالة)  ……………………………………………………………. 24
أ.د. ذهبية حمو الحاج        جامعة تيزي وزو، الجزائر  
العلوم المعرفية: بحث في النّشأة والمفاهيم  ……………………………………………………………………… 36
د. سراب الرحموني        جامعة منوبة، تونس  
حجاجية التجريد في نماذج من الشعر العربي القديم ………………………………………………………………… 50
د. رامي أبو شهاب         جامعة قطر، قطر  
ما بعد الكولونيالية: المنظور النقدي والمقاربة المنهجية ………………………………………………………… 64
د. فؤاد مخوخ         المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، فاس، المغرب  
رمزية عالم الفن …………………………………………………………………………………………. 80
د. لخميسي شرفي       جامعة تبسة، الجزائر    
ظاهرة الغموض في الشعر الجزائري المعاصر: الدواعي والتجليات ………………………………………………… 96
د. محمد الهادي عطوي     جامعة عنابة، الجزائر  
أزمة اللغة العربية:  الأميّة الجديدة وغياب الأمن اللغوي ……………………………………………………. 110
عبد القادر علي زروقي     مركز البحث العلمي والتقني لتطوير اللغة العربية وحدة ورقلة، الجزائر  
توظيف التراث الديني في شعر “محمد بلقاسم خمار” دراسة في التشكيل الدّلالي والجمالي ……………………… 125
د. نوال بن صالح       جامعة بسكرة، الجزائر  
تشكيل الصورة المراوغة في شعر محمود درويش …………………………………………………………….. 146
 
د. بلقاسم رحمون       جامعة تبسة، الجزائر  
أسلوبية الخطاب الروائي  ………………………………………………………………………………….. 156
د. الجيلالي الغَرَّابي        جامعة محمد الأول وجدة المغـرب  
الوظيفة السردية في رواية “السيل”  …………………………………………………………………………………………………. 166
د. فريد حليمي           المدرسة العليا للأساتذة آسيا جبار، قسنطينة- الجزائر    
خطاب العتبات  في رواية “ذاكرة الماء”  (العنوان نموذجا) ……………………………………………………. 175
د. دليلة زغـودي        المركز الجامعي مغنية، الجزائر    
مفردات تحليل الخطاب ما بعد الكولونيالي: نحو تقويض معجم الحداثة الإمبريالي ………………………………… 187
د. كريمة ناوي            جامعة الجلفة، الجزائر  
من النص الروائي إلى النص السينمائي “الدقل والشمس”، “في يوم غائم” لحنا مينا أنموذجا ………………… 200
كريمة نوادرية            المركز الجامعي ميلة، الجزائر  
القيم الجمعية و الهندسة المكانية  في روايتي “نوار اللوز” و “ما تبقى من سيرة لخضر حمروش”لواسيني الأعرج ………………………………………………………………………………………………………….. 214
           University of Souk Ahras      Dr. Nacereddine Benabdallah  
 …………. Exploring Grammatical Features of Informal Talk in English Literature 224

 

 

 

 

 الافتتاحية

الأحبّـة: قـرّاء أبوليـوس الأعـزاء

         تأكيداً على طابع التنوّع والاختـلاف والتّجاور في المداخل والمنطلقات، والرّؤى والتصوّرات؛ ينفتح هذا العدد بما يضمّه من دراسات على حقول وموضوعات وقضايا تتوزّع بين الدّراسات الفكرية واللّغوية والمقاربات النّقدية للخطاب الشّعري، والتحليلات السّردية التي تتناول نصوصاً روائيّة أو سيـريّة؛ مثيرةً إشكاليات وقضايا بالغة الحساسيّة والأهمّية، كقضايا الإيهام والتخييل والرّمزيّة، والصّورة والتّجريد والغموض، واستلهام التّراث الدّيني، والتّراسل بين الأدب والفنـون وغـيرها؛ ومستثمرةً مرجعيات ومنهجيات غنيّة ومتباينة.

       استكمالاً وإثراءً لمشروعه النّقدي الذي يجترح آفاقاً ومنظوراتٍ جديدةً في قراءة المتون والمدوّنات السّردية، استناداً إلى ترسانةٍ منهجيّة ومرتكزاتٍ معرفيّة عديدة ومتنوّعة؛ يسلّط النّاقد والأكاديمي العـراقي البارز الدّكتور “عبد الله إبراهيـم” في مقال موسوم بـ: الإيهام بصدق المُحالات السّردية مجسّه النّقـدي على تأمّـل واستكشاف التّحوّلات التي طالت علاقة الفنّ الرّوائي بنسيج المنظومات الأخلاقية والأطـر الاجتماعية، والمرجعيات التّاريخيّة والثّقافيّة، التي نهض على نقلها وتصويرها، وصياغتها وتمثيلها، مؤكّداً على خروج هذه العـلاقة من مرحلة الاستنساخ والمحاكاة والتصوير، إلى أطوار التّمثيـل؛ الذي كفّت معه الرّواية عنْ أنْ تكون نقلاً وانعكاساً ومعادلاً للعوالم المرجعيّة، وتحوّلت إلى نوعٍ من الصّياغة السّرديّة والتّمثيل الرّمزي لهذه العوالم. ولعلّه تمّ بموازاة ذلك تهاوي قيم/ مفاهيم الصّدق والتّصديق والحقيقة، لصالح مفاهيم الايهام والتّخييل والاحتمال والتّأويل. ولعلّ تحوُّل الرّواية إلى بنيانٍ موازٍ  لعالم الواقع، هو ما يغري بضرورة قراءة واستكشاف تعالق العالمين تعويلاً على التأويل، وتجاوزاً للإسقاط؛ طمـوحاً لفهم أفضل وأعمق للعالمـَين.

           وضمن حقل السّرديات، الأثـير بعـناية ونظـر النّاقد المغربي المتميّز الدّكتور “عبد المالك أشهـبون”؛ يسائل النّاقد في دراسة – جمعت بين التّأسيس/ التّأصيل النّظري، والاختبار التّطبيقي- حملت عنـوان: التَّخَيُّل السّير ذاتي في السّرد العربي: التركيب والدّلالة، أطوار التّخلّق والتّكوين وسيرورات الذّات وتحوّلات الهوّية، من مراحلها الوجوديّة والأنطولوجيّة، إلى المراحل التّخييليّة والرّمزيّة. مركّزا على أشكال العبور والتّراسل الحاصلة في المنظومة الأجناسيّة في السّرد العربي، وما أفضى إليه الانفتاح والتّضايف، والحوارية والتّزاوج بين الرّواية وبين السّيرة الذّاتية والمسرح، وغيرهما، من تبلور أنواع أدبيّة هجينة، رافقته منظومة اصطلاحية زئبقيّة، تجنح إلى المخاتلةٌ والمراوغةٌ في تحديد/ تعـيين هذه الأجناس والأنواع؛ لاسيّما وأنّ هذه الأخيرة قد قامت على المزاوجة والدّمج بين ميثاقين متضاربين: ميثاق قائم على الحقيقة والتّصديق، وآخر قائم على التّخييل والإيهام.

      وإذا كانت العلوم المعرفيّة أو العرفانيات، وما ينبثق عنها من فروع وتخصّصات، لا تزال مبحثاً ناشئاً ومحتشماً في الثّقافة العربيّة؛ قد أغرت الأستاذة الدّكتورة ذهبية حمّـو الحاج من الجزائر، لتقديم مساهمة تستهدف في المقام الأوّل التعريف بموضوعها، واستقصاء روافـدها، وبسط برنامجها، والإحاطة بمفاهيمها المركزيّة؛ تحت عنـوان: العلوم المعرفية: بحث في النّشأة والمفاهيم؛ فإنّ نظريّة ما بعد الاستعمار، بروافدها الخصبة، ومرجعياتها ومنهجياتها المتنوّعة، وأقطابها المؤثّرين، وأيضاً بما تقدّمه من آفاق ومقترحات لدراسة مواقع الصّـراع، وأشكال تسييـس الثّقافة، لاتزال محلّ الاهتمام والتمثّل الفكري والنّقدي العربي؛ وهذا ما جعل الدّكتور رامي أبو شهاب يخصّص دراسته: ما بعد الكولونياليّة: المنظور النّقدي والمقاربة المنهجيّة، لتكون اسهاماً يتغـيّا الإحاطة والشّمولية وتجسير الهوّة بين النّظرية والتّطبيـق في المقاربات العربيّة التي تتمثّل نظريّة ما بعد الكولونياليّة، سدّاً لشغورٍ ملحوظٍ في المكتبة العربيّة.

      ولأنّ فلسفة “إرنست كاسيرر” ونظريّته في الأشكال الرّمزيّة -شأنها شأن كلّ الأنساق الفلسفيّة والفكريّة الملهِمة- لا تزال أرضا خصبة وثرية؛ يتناول الباحث المغربي الدّكتور فـؤاد مخّوخ في دراسته: رمزية عالم الفن معماريّة عوالم الفنّ، بوصفه نسقاً رمزيّاً؛ واصفاً صيرورة إنتاج الرّموز الفنّية ووظيفتها وأنماط اشتغالها، وموقعها وقيمتها داخل النّسيج الرّمزي للكائن البشري، من منظور كاسيرر وفلسفته الرّمزيّة. وغير بعيد عن عوالم الفنّ، وعبقريّته؛ يستأثر المـتن الشّعري الجـزائري بدراسة الدّكتور لخميسي شرفي التي اتخذت لها عنوان: ظاهرة الغموض في الشعر الجزائري المعاصر: الدّواعي والتجلّيات، مستكشفةً دواعي ورهانات تقنية الغموض، وأيضاً الامكانات القرائيّة والتأويلية، التي أفادها منها الشّعر لتحقيق انفلاته من  المرجعيات الجاهزة التي تسيّج قراءته وتأويله.  

      إلى جانب مساهمات أخـرى طريفة ومتـنوّعة، احـتفى بها هذا العـدد…

       ولئن كانت مهمّة الارتقاء بالمجلّة والوصول بها إلى أرفع المستويات العلميّة والمعرفيّة، وتحقيق حضور متميّز في الأوساط الأكاديميّة، والمحافل البحثيّة، هو رهان الأسرة التحريريّة، واللّجنة العلمية، والهيئة الاستشارية للمجلّة؛ فإنّنا نأمل بفضل تفاعل وإسهام قرّاء المجلّة والمهتمين بموضوعاتها من جموع الأساتذة والباحثين، فتح آفاق جديدة، انطلاقاً من تعميق الرّؤى والتّصورات القائمة، بفتحها على المناقشة والنّقد وفضاءات الممكن والمحتمل؛ تنميةً للبحث، ونهوضاً بمختلف أشراطه ومقدّماته.

      وإلى قادم الأعداد بحوله وقوّته.

    رئيس التّحرير

د. جمـوعي سعـدي