عن مجلة أبوليوس

 

apuley

 

هكذا تعود مجلة أبوليوس إلى أحضان قرائها ، و تبعث من جديد مثل طائر الفينيق الذي ينهض من رماده. تعود أبوليوس متأبية عن أن يطويها الزمن و كيف لا ، وهي تستمد وجودها من عمق الثقافة الجزائرية المتجذرة في التاريخ، ومن روح تراث أرض طاغست التي أهدت إلى الإنسانية روائع الفكر و الفلسفة و الأدب ، و جادت عليها بأبوليوس أو Apulée de Madaure معلم الرواية الأولى، و مؤسس الفن السردي في تاريخ الإبداع البشري. دون أن ننسى النظر اللاهوتي الأكبر في تاريخ المسيحية خاصة و الفلسفة الإنسانية عامة ، القديس أغستبن  Saint Augustin ، و العالم الموسوعي شهاب الدين التيفاشي ، وصولا الى أباء الرواية الجزائرية كاتب ياسين و الطاهر وطار و غيرهم ممن ألم بهذه الأرض و كان مدبنا لها بشكل من الأشكال.

تريد أبوليوس أن تنتسب إلى هذا المنبع الحضاري الخصب ، حيث تتعدد روافد الهوية الجزائرية ، مستلهمة نظرة كونية منفتحة، مشرعة نوافذها لتيارات الفكر الإنساني بثقة و تبصر أناء، و إذ يراودها هذا الطموح ، فإنها تسعى أن تكون أصيلة و تحقق إضافة معرفية ذات بال .تشق مجلتنا طريقها في البحث العلمي وسط ركام من المجلات و الدوريات الأكاديمية في الجامعات الجزائرية و العربية و ربما العالمية ،و رهانها الأكبر ان تجد موطئ قدم بينها، لا بل أن تتميز و تحقق القراءة المعرفية .

لا شك أن هذا الطموح يبدو بعيدا في المدى المنظور ، و لكنه في تقديرنا ليس بعزيز ، متى توفرت الشروط الذاتية و الموضوعية لذلك.