ملخص المقال

أنطلق ابن العربي من مذهبه الفلسفي الأخلاقي إلى بحث المواقف الكلامیة والفلسفیة
لأهل النظر جاعلا من أخلاق التوحید عنده منطلقا لنسج جملة من المسلّمات سعى من
خلالها رفض التأویل ومكنّه من ذلك عجز أهل النظر عن الغوص عن المسائل الكلامیة
منها مسألة قدم العالم وخلقه...إضافة إلى تعدد معاني الألفاظ في اللسان العربي التي تبطل
بدورها إقحام العقل في النص الدیني حفاظا على سلامته من التشویه أو التحریف لیخلص
بذلك إلى أن الأخلاق الإیمانیة أساس قوي لإحداث تفاضل بین المؤولین فكان أهل العرفان
أو الطائفة العالیة كما سماها ابن العربي الأفضل كونها نجحت في التعامل مع قضیة
التأویل لأنها أخلت قلبها من الفكر والنظر لإیمانها بأن معرفة الحق لا تحصل بهما فوصف
الشیخ الأكبر هذه الطائفة بأهل الظاهر الناجیة عقائدهم تسلیما منهم بأن العقل السلیم إذا ما
اعتماد العقل في الدخول على العالم الرباني لاستحالة ذلك. أحیط بالإیمان القوي تیقن بوجود خالقه وسلّم بقلب صاف مؤمن بنزاهته ووحدانیته رافضا
أستدل ابن العربي على فساد العقل في غیاب الأخلاق من خلال جعلها شرط في
وجوده مبرزا صحة ذلك بأن العقل كلما فارقته الأخلاق توهم التطلع على الغیبیات، وفشل
في تذوق المعاني الروحیة فضاع حظه من إدراك عالمه الحسي الواقعي لنسیان وظیفته
الأولى التي خلق من أجلها التمییز والرؤیة فیتوه عن الرشد والصلاح لتكون بذلك العقول في
فلسفة ابن العربي الأخلاقیة على أنواع متباینة منها ما هو عام للعامة – العقل الفطري،- ما
هو خاص للخاصة – العقل الوهبي،- كامتیاز لأهل االله الذین مكنتهم أخلاقهم حسب الشیخ
الأكبر من جعل ظلمة اللیل نور وسعادة عندهم حبا في االله وتقربا منه فكان مقام فتوتهم،
عنوان أخلاق أهل العرفان والتوحید وآدابهم. أخلاق عالیة تزكیهم وترفعهم عن غیرهم لذا أكد ابن العربي على أن التورع واجتناب الشبهة
حصر ابن العربي جملة من الأعمال عدّدها بتسعة أعتبرها أمهات للخیر ضروریة
هي لكل سالك في طریق االله مصنفا إیاها إلى صنفین الظاهر منها كالسهر والجوع والعزلة
والصمت وأخرى باطنة تبرز في العزیمة والیقین والتوكل والصبر ما جعل الفلسفة الأخلاقیة
عند الشیخ الأكبر مرآة تنعكس فیها أغلب القضایا الراهنة لمعرفة مدى صحتها والوقوف
على نقاط ضعفها من مسألة التعلیم والحداثة أین ثبت أن علّة فشل مذاهب الأول وضیاع
أهداف الثاني هو افتقارهما للقیم الرو حیة فكان التعلیم حسب الفلسفة الأخلاقیة عند ابن
العربي أساسه الأخلاق الموجهة للحركات التعلیمیة التربویة المبنیة على التكافل الاجتماعي
بین المعلم والمتعلم جاعلا من التواضع والمودة عروة وثقة تربط بینهما ضف إلى هذا ثبت
أن الأخلاق منطلق رئیسي للمشروع الحداثي العربي بمجرد عرضها على الفكر الأخلاقي
الأكبري ما دام أنها روح بالأصل مادة بالفرع ما یؤكد على إلزامیة القیم الروحیة كشرط
روح. للحداثة العربیة بحكم أن طغیان المادة علیها هدم لسلم الأخلاق فیها فجعل حداثة عاریة دون
التقوى، الزهد، الشرع، القلب، الإیمان. الكلمات المفتاحیة: الأخلاق، الفلسفة، ابن العربي، العقل، النفس، الشهوات، التوحید،

معلومات

Item Type:	Thesis
Divisions:	» كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية
ePrint ID:	4516
Date Deposited:	2023-10-26
Further Information:	Google Scholar
URI:	https://www.univ-soukahras.dz/ar/publication/article/4516

BibTex