ملخص المقال

الملخص:
إن قراءة النصوص الإبداعية تقتضي من الباحث اعتماد جملة من الآليات المنهجية لفك مغاليقها، ثم يعقد ميثاقا بينه وبين المؤلف بألا يحيد عن الثوابت التي ارتضاها للفهم، غير أن عالم الحبيب السائح الروائي يفاجئ القارئ بأشكال سردية تقول وحدها له ما يحاول تفسيره، وتوجهه إلى آليات أخرى لم تكن في حسبانه هي التي يقرها النص الروائي ذاته.
ولعل القارئ الحاذق يستطيع أن يرصد بطريقة خفية؛ تجليات الصراع الرمزي في روايات السائح من خلال تعدد تشكيلات العناصر السردية فيها، ومظاهر القراءات التأويلية بها، ومن خلال كثافة اللغة الحاملة لروح الروايات، التي تتخذ من الأزمات التي عاشتها الجزائر مرجعا ينعكس على مضامينها العامة والتي تقبع وراء تأويل فضاءاتها اللغوية، بالوقوف على معانيها ومقاصدها الداعمة لنوايا الروائي، مستلهمين تقنيات التعدد والكثافة والحوارية كوسائل إجرائية للكشف عن المضامين وبيان مدى مساهمتها في انفتاح الأعمال الروائية للكاتب، رغم أحداثها المتشعبة وعوالمها المغمورة والتي تدفع القارئ إلى تفتيت دوالها وجمع دلالاتها المتعددة.
وعليه نقول أن عملية القراءة سواء للنص الأدبي أو الروائي تهتم بالتفاعل الحاصل بين كل من النص والقارئ ، من خلال النظر إلى ظروف كل منهما، أي عبر تعددية دلالات النص من جهة واختلاف وجهات القراء من جهة أخرى.
وأخيرا ندرك أن خاتمة رؤيا الحبيب السائح تتبين في حرصه على ضرورة الحوارية، واحترام الاختلاف والتعدد المفضي إلى إيجاد تنويعات فكرية وثقافية واجتماعية وسياسية، بعيدة عن التحيز والتهميش والإقصاء، وإنشاء جيل تعاقبي ينتظم على أسس التعايش والتغاير، مؤسس على مرجعيات قوية، جيل ينهض على شؤون مصيره بنفسه عن طريق التنويعات التي يغذي بها ثوابت جذوره، من اجتهاده وجهده مستفيدا من الخبرات الوطنية والعالمية الإنسانية ليكون مواكبا لعصره، بما يقدمه من إمكانات وقدرات في إدارة الحوارات والمناقشات، لصيانة سيادة الوطن والخروج من التبعية المفضية إلى السيطرة والخضوع.

معلومات

Item Type:	Thesis
Divisions:	» كلية الآداب واللغات
ePrint ID:	2959
Date Deposited:	2022-05-15
Further Information:	Google Scholar
URI:	https://www.univ-soukahras.dz/ar/publication/article/2959

BibTex