سادسا- أنواع اللعب عند الأطفال
تتنوع أنشطة اللعب عند الأطفال من حيث شكلها و مضمونها و طريقتها و هذا التنوع يعود إلى الاختلاف في مستويات نمو الأطفال و خصائصه في المراحل العمرية من جهة وإلى الظروف الثقافية و الاجتماعية المحيطة بالطفل من جهة أخرى و على هذا يمكننا أن نصنف نماذج الألعاب عند الأطفال إلى الفئات التالية :
1 – الألعاب التلقائية :
هي عبارة عن شكل أولي من أشكال اللعب حيث يلعب الطفل حرا و بصورة تلقائية بعيدا عن القواعد المنظمة للعب، و هذا النوع من اللعب يكون في معظم الحالات فرديا وليس جماعيا حيث يلعب كل طفل ما يريد، و يميل الطفل في مرحلة اللعب التلقائي إلى التدمير وذلك بسبب نقص الاتزان الحسي الحركي، إذ يجذب الدمى بعنف ويرمي بها بعيدا وعند نهاية العام الثاني من عمره يصبح هذا الشكل من اللعب أقل تلبية لحاجاته النمائية فيعرف تدريجيا كيف يفسح المجال أمام شكل آخر من أشكال اللعب.
2 – الألعاب التمثيلية :
يتجلى هذا النوع من اللعب في تقمص شخصيات الكبار مقلدا سلوكهم و أساليبهم الحياتية التي يراها الطفل و ينفعل بها. وتعتمد الألعاب التمثيلية – بالدرجة أولى- على خياله الواسع ومقدرته الإبداعية ويطلق على هذه الألعاب (الألعاب الإبداعية)، ويتصف هذا النوع من اللعب بالإيهام أحيانا وبالواقع أحيانا أخرى، إذ لا تقتصر الألعاب التمثيلية على نماذج الألعاب الخيالية الإيهامية فحسب بل تشمل ألعابا تمثلية واقعية أيضا تترافق مع تطور نمو الطفل .
وله أهداف هي:
- مساعدة الطفل على فهم وجهة نظر الآخرين من خلال أدائه لأدوارهم كما يؤهله للقيام بهذه الأدوار في المستقبل.
- يساعد الطفل على تفريغ مشاعر التوتر والخوف والقلق التي يمكن أن يعاني منها في مستقبله.
- يعد وسيط هام لتنمية التفكير الإبداعي عند الأطفال، فهو يعتمد على الخيال والتساؤلات والاستكشاف.
- ينمي قدرة الطفل على تجاوز حدود الواقع وتلبية حاجاته.
- يساهم في تطوير المهارات الجسمية والحركية من خلال استعمال الطفل للأدوات والأجهزة المتوفرة في الركن الذي يلعب فيه.
- يكسب الطفل العديد من المهارات الاجتماعية كالمشاركة والانتظار والتعاون والمساعدة ومهارة التخطيط وحل المشاكل.
- يساعد على إثارة معلومات الأطفال وفهم العالم من حولهم، فهم يقومون بفحص واكتشاف بيئتهم بشكل مستمر.
3 – الألعاب التركيبية:
يظهر هذا الشكل من أشكال اللعب في سن الخامسة أو السادسة حيث يبدأ الطفل وضع الأشياء بجوار بعضها دون تخطيط مسبق فيكتشف مصادفة أن هذه الأشياء تمثل نموذجا ما يعرفه فيفرح لهذا الاكتشاف و مع تطور الطفل النمائي يصبح اللعب أقل إيهامية و أكثر بنائية على الرغم من اختلاف الأطفال في قدراتهم على البناء و التركيب.
ويعد اللعب التركيبي من المظاهر المميزة لنشاط اللعب في مرحلة الطفولة المتأخرة (10-12سنة) ويتضح ذلك في الألعاب المنزلية وتشييد السدود، فالأطفال الكبار يضعون خطة اللعبة ومحورها ويطلقون على اللاعبين أسماء معينة ويوجهون أسئلة لكل منهم حيث يصدرون من خلال الإجابات أحكاما على سلوك الشخصيات الأخرى ويقوّمونها، ونظرا لأهمية هذا النوع من الألعاب فقد اهتمت وسائل التكنولوجيا المعاصرة بإنتاج العديد من الألعاب التركيبية التي تتناسب مع مراحل نمو الطفل كبناء منزل أو مستشفى أو مدرسة أو نماذج للسيارات والقطارات من المعادن أو البلاستيك أو الخشب وغيرها..
من بين أهداف هذا اللعب :
- تعلم مفاهيم أساسية في الرياضيات: مثل التصنيف/ التسلسل/ الأطوال/ المساحة/ الأجزاء/ الأشكال/ الألوان/ الخوارزميات...
- يساهم في النمو اللغوي والاجتماعي للطفل: الحوار / المحادثة.
- الشعور بالثقة بنفسه والإحساس بصورته الإيجابية عن ذاته .
- تعلم العديد من المهارات الاجتماعية : كالمشاركة – التعاون – التواصل – الحوار- احترام الآخرين – الصبر...
- يساعد هذا النوع من اللعب على تنمية قدرة الطفل على التخطيط : الانتقال من العشوائية إلى البناء المحكم.
- من خلاله يتعلم الطفل مجموعة من المفاهيم الرياضية، مثل التطابق التسلسل...
- يساعد على تنمية عضلات الأطفال.
- ينمي مهارة التآزر البصري.
- يشعر الطفل بفرحة نجاح وانجاز عند تركيبه لأحد ألعاب وينمي لديه ثقة بالنفس.
- يساهم في تنمية نموه اللغوي والاجتماعي من خلال مشاركة الآخرين له.
- يكسبه القيم الاجتماعية من خلال تفاعله مع الآخرين كالاحترام والمشاركة والتعاون، ويتخلى عن الأنانية والتمركز بالذات، ويعلمه قواعد السلوك والقيم والأخلاق والمسؤولية ونبذ الفشل.
- يتيح للطفل الفرصة للتعرف إلى الأشكال والألوان والأوزان والأحجام وما يميزها من خصائص مشتركة وما يجمع بينهما من علاقات وتطوير القدرة على التحليل والتركيب.
4 – الألعاب الفنية:
تتمثل الألعاب الفنية في النشاطات التعبيرية الفنية التي تنبع من الوجدان التذوق الجمالي والإحساس الفني، حيث يمارس الطفل أنشطة فنية مختلفة كالرسم والتلوين، والتلصيق والفن، والموسيقى والرقص، حيث أن هذه الأنشطة تتح الفرص للطفل للتعبير المشاعر براحة وإبداع ودون قيود.
ومن أهداف هذا اللعب نجد:
- يساعد الطفل على اكتشاف خصائص الأدوات التعبير كالطين والمقص وألوان الرسم.... ويسمح باستخدام هذه المواد واستعماله لهذه الأدوات تساعده في تنمية عضلاته الصغيرة وأنامله وبالتالي يصبح أكثر استعداد لعملية الكتابة.
- يمنح للطفل فرصة التعبير عن مشاعره بحرية وإبداع وتعزيز صورته الايجابية عن ذاته، ويزيد بقدراته عندما ينجز نشاطه الفني ويعرض على اللوحة المخصصة لعرض أعمال جميع الأطفال، ثم يمنح فرصة التعبير عن ذاته، ويفسح المجال أمام الطفل للتنفيس عن ذاته وتفريغ طاقته بصورة ايجابية، وقد يكون وسيلة للكشف عن مشاكل كثيرة يعاني منها الطفل.
5 – الألعاب الترويحية والرياضية:
يعيش الأطفال أنشطة أخرى من الألعاب الترويحية والبدنية التي تنعكس بإيجابية عليهم، فمنذ النصف الثاني من العام الأول من حياة الطفل يشد إلى بعض الألعاب البسيطة التي يشار إليها غالبا على أنها " ألعاب الأم لأن الطفل يلعبها غالبا مع أمه، وتعرف الطفولة انتقال أنواع من الألعاب من جيل لآخر مثل "لعبة الاستغماية" و" السوق" "الثعلب فات "و " رن رن يا جرس" وغير ذلك من الألعاب التي تتواتر عبر الأجيال.
وفي سنوات ما قبل المدرسة يهتم الطفل باللعب مع الجيران حيث يتم اللعب ضمن جماعة غير محددة من الأطفال حيث يقلد بعضهم بعضا و ينفذون أوامر قائد اللعبة و تعليماته، وألعاب هذه السن بسيطة وكثيرا ما تنشأ في الحال دون تخطيط مسبق و تخضع هذه الألعاب للتعديل في أثناء الممارسة، وفي حوالي الخامسة يحاول الطفل أن يختبر مهاراته بلعبة السير على الحواجز أو القفز على قدم واحدة أو "نط الحبل" وهذه الألعاب تتخذ طابعا فرديا أكثر منه جماعيا لأنها تفتقر إلى التنافس بينما يتخلى الأطفال عن هذه الألعاب في سنوات ما قبل المراهقة و يصبح الطابع التنافسي مميزا للألعاب حيث يصبح اهتماما لا متمركزا على التفوق و المهارة.
والألعاب الترويحية والرياضية لا تبعث على البهجة في نفس الطفل فحسب بل إنها ذات قيمة كبيرة في التنشئة الاجتماعية، فمن خلالها يتعلم الطفل الانسجام مع الآخرين وكيفية والتعاون معهم في الأنشطة المختلفة، والواقع أن الألعاب الرياضية تحقق فوائد ملموسة فيما يتعلق بتعلم المهارات الحركية و الاتزان الحركي والفاعلية الجسمية لا تقتصر على مظاهر النمو الجسمي السليم فقط بل تنعكس أيضا على تنشيط الأداء العقلي و على الشخصية بمجملها. فقد بينت بعض الدراسات وجود علاقة ايجابية بين ارتفاع الذكاء والنمو الجسمي السليم لدى الأطفال منذ الطفولة المبكرة وحتى نهاية المراهقة.
اللعب الحسي الحركي:
يحتاج الطفل إلى ألعاب وأدوات لتنمية العضلات الكبيرة مثل القفز، ألعاب التوازن والتسلق والجري... والتي تعتبر جميعها جزءا هاما من النشاطات الحركية، ويجب أن تكون المساحة بين هذه المعدات كافية بحيث تسمح للأطفال بالمرور والحركة بأمان.
من بين أهداف هذا اللعب :
- تنمية العضلات الكبيرة لدى الطفل.
- توفير احتكاك اجتماعي بين الطفل وزملائه.
- القيام بنشاطات من شانها أن تجلب المتعة والتسلية للطفل.
- اكتساب بعض القيم الاجتماعية كالتعاون والمساعدة والمشاركة.
6- الألعاب الثقافية:
هي مجموعة من الأساليب الفعالة في تثقيف الطفل حسب ما يكتسب من خلالها معلومات وخبرات، ومن بين هذه الألعاب، القراءة والبرامج الموجهة للأطفال عبر الإذاعة والتلفزيون والسينما ومسرح الأطفال.
من أهداف هذا اللعب:
- تنمية رصيد المتعلم اللغو ي والقرائي.
- القدرة على التمييز بين مجموعة من الحروف حسب خصائصها.
- ازدياد تعلقه بالمعرفة.
7- الألعاب الاجتماعية:
هي ألعاب تتم وفق قواعد وقوانين مقررة سلفا، على الطفل السلوك وفق هذه القواعد والانصياع للقوانين والتحكم بأعماله وردوده، هناك أحكام لعبة متبعة أو موصى بها من قبل المنتج، لكن يمكن للمربية أو مجموعة الأطفال تغييرها وملائمتهم لحاجاتهم وهناك عدة ألعاب شائعة منها:
- ألعاب الحركة: الغميضة.
- ألعاب الطاولة: الشطرنج.
- ألعاب الحاسوب: سباق السيارات.
- ألعاب شعبية: لعبة الحجلة.
ومن بين أهداف ألعاب هذا النوع:
- التدريب على الانصياع للقوانين الاجتماعية والأخلاقية.
- تعلم الطفل الصبر والانتظار بالدور.
- اكتساب قيم اجتماعية مثل المشاركة والاحترام...
- ينمي النمو اللغوي والاجتماعي للطفل.






